رفض شعبي جنوبي للوجود الأمريكي في البحر الأحمر والبحر العربي وفضح أهدافه الاستعمارية..تقرير
المشهد الجنوبي الأول _ تقرير
في ظل الأحداث المستعرة في الجنوب والتسابق الدولي للسيطرة على ثرواته ، تتصاعد المخاوف والانتقادات من قبل السياسيين والناشطين من ابناء الجنوب تجاه الوجود الأمريكي المتزايد في المنطقة، وتبرز شعورًا قويًا برفض الشعب لتدخل القوى الأجنبية لتحقيق أهدافها الاستعمارية عبر دعايات مفضوحة ومكشوفة استخدمها الامريكان سابقا في العراق وافغانستان ودول أخرى.
وتحاول القوات الأمريكية التمركز في البحر الأحمر والبحر العربي تحت مظلة التحالف الدولي، الذي يشن حملة ضد الجماعات الإرهابية بموافقة من مجلس القيادة الرئاسي وحكومة معين المراعين مصالحهم الشخصية لا غير، الامر الذي جعل الاحرار من القوى والمكونات السياسية وكذلك من ابناء الجنوب يعتبرون الوجود الأمريكي تدخلاً في الشؤون الداخلية للبلاد واعتداءً على سيادته.
وفي هذا الشأن أكد سياسيين وناشطين جنوبيين ان الوجود الأمريكي في المنطقة لا يعود لأهداف محددة مثل مكافحة الإرهاب، بل يرتبط بمصالح استعمارية واقتصادية، مشيرين إلى الحاجة المزعومة للسيطرة على المنافذ البحرية الاستراتيجية والموارد الطبيعية القيمة في المنطقة، وهو ما ينظر إليه على أنه تهديد لاستقلالية الجنوب واستقراره.
وقال الكاتب والصحفي الجنوبي صالح علي بامقيشم في مقال له تحت عنوان ” النفور الشعبي من تدخلات أميركا …لماذا : اليوم تجري تحركات حثيثة من واشنطن لترسيخ وجودها في أهم الممرات الملاحية الدولية وتجسدت في عبور الأسطول الأميركي مضيق هرمز متجها نحو البحر العربي واستقدام عشرات الجند لأحكام قبضتهم على القصر الرئاسي في معاشيق وعودة السفير الأميركي إلى عدن والاشارات الأميركية السمجة بخصوص ملف مكافحة الإرهاب ؛ وهو الملف المفضل الذي يتيح لواشنطن أن تسرح وتمرح وتضرب في اي مكان في المنطقة العربية تحديدا .
واكد ان عدم الاستبشار بالتواجد الأميركي بنفس الكيفية التي يتفاءل بها الناس عن اخبار قدوم قوات مصرية أو روسية إلى خليج عدن على سبيل المثال يعود ذلك إلى أسباب مرتبطة بتصورات ذهنية سابقة في رأيي وتبذل واشنطن قصارى الجهد في تعميقها وتأكيدها مثل :
_ التعالي الثقافي للأمريكان على الشعوب العربية والنظر إليها بدونية ومحاولة فرض رؤية أحادية متطرفة على الاخر وكسر إرادته
واضاف بامقيشم ان السجل الاسود للتدخلات الأميركية في المنطقة التي أنتجت الدمار في أفغانستان والعراق والصومال وغيرها حيث تعاملت واشنطن بوحشية في البدء ونذالة في الختام، واضاف ان النظرة الأميركية تقوم على فكرة التفتيت والتقسيم على أسس جيو سياسية ومن المحتمل أن تدير واشنطن عملية تقسيم الجنوب إلى قطع صغيرة يسهل التحكم بها
واكد بامقيشم ان واشنطن تحاول لعب دور المنقذ بعد أن تفاقم الغضب الشعبي من رعاية التحالف العربي للفاسدين والحرامية واللصوص في اليمن الا أنها لم تبذل اي جهد في مجال حماية الحريات العامة والانتهاكات الجسيمة ضد حرية الرأي و التعبير ومكافحة الفساد ودعم التنمية وقد لا يكون من قبيل الصدفة أن يترافق النشاط الأميركي في عدن مع فتح مكتب البنك الدولي سيء السمعة في إطار توجهات اقتصادية سيكون لها تداعياتها المدمرة