أبين يا ويلهم قتلوك

بقلم / أنور الصوفي

المعجلة ، و7 أكتوبر ، والسنافر ، وكل بقعة سفكت فيها الدماء البريئة ستجد أبين تئن وتبكي ، أبين جريحة الزمان والمكان ، أبين جرح غائر في جبين التاريخ ، أبين حزينة حتى في مبانيها ، حزينة أسواقها ، وأهلها كالحون حزينون منهكون فقراء مظلومون مقتولون ، مشردون ضحايا ، أبين حاراتها تبكي وأسواقها كسلى ، ومصالحها معطلة ، حزينة أبين ، جريحة مقهورة ، لاتدري لماذا يسحلونها في كل دورة حرب .
أبين هي الميدان ميدان المعركة ، وهي الضحية دوماً ، هي الطاهرة المطهرة ، هي من يمارسون ألعابهم القذرة على ترابها الطاهر ويقتلون أبناءها ليروون عطشهم من دماء الأبرياء ، أبين ضحية الغدر ، حبيسة الأيام ، شاحبة الوجه ، أبين صفحات بيضاء في تاريخ أسود ، أهلها محاربون ، أتدرون لماذا هم مقاتلون محاربون ؟ لأنهم يعصرون الفقر ويشربونه في كأسات الأنين ، لمن لا يعرف الفقر زر أبين وستراه في عيون الرجال والنساء والأطفال ، ستراه في مبانيها وأزقتها ، ستراه في أسواقها ، ستراه حتى في مقابرها ، فأبين هي الفقر بعينه ، هي اليتم بشخصه ، هي الغبن ، هي المجاعة ، هي الحسرة والألم ، هي الفقيرة الزاهدة .
أبين قنبلة موقوتة قد تنفجر في أية لحظة ، وإذا انفجرت ستحرق كل شيء ، أبين حصاد الزمان ، أبين مقبرة لا تغلق أبوابها ، أبين مسرح الموت ، أبين بوابة القهر ، بوابة الفقر ، بوابة الحزن ، أبين باب إذا فُتح لا يُغلق ، أبين بيت الموت وهي بابه ، لا يمر عليها يوم إلا وتسمع عن مجزرة هنا أو هناك ، إلا وتسمع عن قتيل أو جريح ، أبين لا يُعلم من يقتلها ويقتل أبناءها ، أهو مجهول قاتلها ، أم هو المجهول ؟ أبين حار فيها الأعداء وخاروا ، فهي القاهرة المقهورة ، وهي الذبيحة المأسورة ، وهي الغنية الفقيرة ، فدعوها فإنها هادئة كسيفة مقهورة …
You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com