إلى متى سنُظل على هذا الحال؟
ناصر الزيدي
رُغم أنني مُتوقّف عن الكتابة لفترةٍ طويلةٍ لأسباب شخصية سأوضحها لاحقًا ، شدني مايحدث في مدينة عدن من مظاهرات واحتجاجات على تردي الخدمات الأساسية والأوضاع المعيشية إلى العودة مجددًا للكتابة عن كل مايحدث بداخلي من قهر وحزن وتحديدًا عن الوضع الذي وصلنا إليه في المرحلة الحالية وعدم الصمت مرةً أخرى مهما كان الثمن.
ماتشهده عدن اليوم من تراجع كبير وغير متوقع في مختلف الخدمات وتحديدًا الكهرباء في ظل حر شديد ووضع صعب يمُر به عامة الناس هو الأول من نوعه على مستوى مدينة عدن يجعلنا نشعر بحزن وقهر كبيرَين لما فقدناه في هذه المدينة التي كانت عروسة البحر العربي والمدينة المفضلة لدى كل أبناء الشعب من أقصاه إلى أقصاه؛ حيث كانت تتمتع بكافة مقومات الدولة بدايةً من الخدمات التي تُعد هي أساس الحياة المعيشية لدى عامة الناس في كل مُدن العالم، مروراً بتوفر الأمن والاستقرار ، ووصولاً إلى ترسيخ النظام والقانون الذي يُطبق على الصغير(المواطن) والكبير(رجل الدولة)، وغيرها الكثير والكثير الذي باتت تفتقره حاليًا.
ما نراه يحدث اليوم في عدن يجب ألا يطاله السكوت والالتزام بالتنديد والمنشورات على منصات مواقع التواصل الاجتماعي والاكتفاء بهذا فقط فذلك لن يُحدث شيئاً بل سيزيد المتسببين في ذلك الوضع أكثر إصراراً للاستمرار في عملهم المدمر نظرًا للصمت المُريب من قبل الشعب الذي لم يعد يمتلك شيئاً ورغم ذلك صامت وكأنه لم يُحدث شيء.
إلى متى سنظل صامتين على مايحدث؟
إلى متى سنظل نلتزم الصمت خوفًا مما سيحدث؟
إلى متى سنبقى على هذا الحال الصعب؟
تؤكد المؤشرات أن الوضع القائم في عدن سيستمر لمدة طويلة إذا بقي الجميع يتفرجون على مايحدث، أرى أنه حان الوقت لنقول كلمتنا، ونخرج لنستعيد ما يمكن استعادته.
لابد من استمرار المظاهرات والاحتجاجات في مختلف مديريات مدينة عدن حتى التوصل إلى حلٍ عاجلٍ وجذريّ؛ لما آلت إليه الأوضاع على مختلف الأصعدة والمجالات، وتوفير جميع الخدمات الأساسية التي باتت شبه مُنعدمة استنادًا إلى مانراه اليوم بأم أعيننا.
رسالتي للحكومة والانتقالي:”ما فائدتكم إذا لم تستطيعوا انتشال الوضع الحالي الذي تعاني منه عدن منذُ فترة ، ما فائدتكم إذا لم تجدوا حلًا للانهيار الكبير الذي تتعرض له العملة المحلية ، ما فائدتكم إذا لم تعملوا على توفير الخدمات الأساسية التي لا وجود لها على أرض الواقع، ما فائدتكم إذا لم تتخذوا معالجات فورية للوضع المُزري والمأساوي الذي وصلت إليه مدينة عدن، اتقُوا الله ، اتقُوا الله ، اتقُوا الله في شعبكم ومسؤوليتكم التي فرطتوا بها إلى حدٍ رهيب، واشعروا قليلًا بالأمانة التي حملتموها حتى تعوا المسؤولية التي على عاتقكم وتقوموا بها، وتتداركوا الموقف قبل فوات الأوان.