انهيار وشيك
سيف الحاضري
الوضع الاقتصادي على وشك الانهيار, الدولار مقابل الريال يقارب 1400 ولا أحد يكترث..
• رئيس مجلس القيادة غادر حضرموت متوجهاً إلى ألمانيا لقضاء إجازة بعد عناء ومشقة زيارته إلى حضرموت..
• الزبيدي.. مشغول بزياراته لعواصم أوروبية لإقناعهم بأن انفصال الجنوب على يد الانتقالي يمثل مكسباً كبيراً للمجتمع الدولي مبدياً استعداده لدفع ثمن التأييد من نفط الجنوب.
• مجلي مشغول بالبحث عن سبيل يمكنه من الاستحواذ على ما كان يعتقد بأنه يصرف لنائب الرئيس السابق الفريق على محسن من جهة ومن جهة أخرى مشغول بموضوع تغيير رئيس الأركان بعد خلافه الأخير مع بن عزيز .
• طارق صالح مشغول بمعركة رفع صوره في مدينة تعز..
• المحرمي لا يكاد ينفك من الانشغال بإثبات فساد رئيس الحكومة .. وإقناع الجميع أنه الحافظ الأمين على آبار النفط.
• البحسني في رحلة رسمية لاستكشاف تجارب الموالاة وجدواها الاقتصادية لنقل تجاربها لدولة الجنوب العربي القادم.
• رئيس الحكومة مشغول بنقل تجربته الفذة في إدارة الحكومة بالشراكة مع أعداء الحكومة.. للمجتمع الدولي وخاصة كيف سلمت حكومته المبجلة موانئ ومطارات اليمن للمليشيات شمالاً وجنوباً.
أما الوزراء فكان الله في عونهم, برامجهم مزدحمة في مصايف الخليج والقاهرة وإسطنبول لقضاء إجازة صيفية مع العائلة !!.
لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تجد عبر التاريخ قيادة بلد تواجه حروباً متعددة منذ ثماني سنوات, اقتصادها على وشك الانهيار.. فيما هم يستوطنون عواصم الدول الشقيقة والصديقة.. وفي الحقيقة صدق المثل القائل «من وكّل رقد» جميع قادة البلاد مجلس قيادة ومجلس نواب وشورى وحكومة وأحزاب ومكونات قد وكلوا الشقيقة بإدارة البلاد سياسياً وعسكرياً واقتصادياً .. لنبقى نحن وهم متكلون على الموكل ..
لا أدري كيف يقبل الجميع بهذا الضياع!!.. كيف يقبلون أن تصل بلادهم إلى هذا الوضع الذي بات يمزق نسيجها الاجتماعي عقائدياً وفكرياً ومناطقياً ومذهبياً!! وإسقاط ذلك على الجغرافيا !!.
ما يصيبني بالفزع أننا لم نسمع وزيراً أو مسؤولاً يحدد موقفاً وطنياً وفقاً لما يمليه عليه ضميره تجاه وطنه وشعبه!!.. لقد أظهر الأشقاء قدرات غير مسبوقة في تدجين قيادة دولة بأكملها .. بعد أن نجحت في تعطيل مؤسسات الدولة.
لا يشبه (حكومة اليمن) إلا ذلك الخروف الذي يقدم له مساء ماطاب من العلف والماء والفواكه ليتم التضحية به صباحاً.. ووحدها الحكومة والأحزاب اليمنية من تشبه الخروف حين يذهب إلى المسلخ بإرادته منتشياً مقدماً الشكر والثناء لمن يقدمه أضحية لمصالحه .