الشعوب الحية لا تمجد الخونة.. لكن الغوغاء يفعلون.!!
منصور بلعيدي
يحكي لنا التاريخ حكايات كثيرة عن علو همة الشعوب الحية وكيف تقف في وجه الباطل ولو كان من بين صفوفها..
الشعوب الحية تحترم حتى خصومها الذين لايداهنون ولايرضون الدنية في دينهم واوطانهم.
فانظر إلى الاسبان يخلدون ذكرى قائد مسلم حاربهم بشراسة واذاقهم المرارات حتى مات .
فصنعوا له تمثال كقائد مسلم قاومهم بشدة حتى مات!
ففي مدينة (لوشة) الإسبانية يوجد تمثال قائد جيش غرناطة المسلم إبراهيم_العطار والذي رفض الاستسلام عام 1492م، قاتل مع 100 مسلم فقط ضد 65000 جندي من
جيش قشتالة الصلـيبي في ملحمة أبهرت الملكة “إيزابيلا” وقادة جيشها بعد صمود “إبراهيم العطار” و رجاله أمام جيش جرار لنصف يوم كامل !!
فسموه بالرجل الأسطورة، وسموا أبنائهم على اسمه، وصنعوا تمثالًا له تخليداً لذكراه، ووضعوا سيفه في متحف غرناطة.
ولم يخلد الأسبان ذكر أي من ملوك الطوائف العرب الخـونة الذين ساعدوهم على إحـتلال الأندلس.
أنهم فعلا شعوب حية تعرف وتنكر وفق منطق العقل والحق.
وبالمقابل يروي لنا التاريخ خنوع
الشعوب الميتة ( حكما) ورضوخها للمستبدين والطغاة وعدم مقاومتها لهم بل تأييدهم في باطلهم.
الشعوب الميتة ( حكما) ترضى بالضيم مقابل السلامة أو المال المدنس .
اليوم يعيد التاريخ نفسه ولكن بشخوص جدد وسلوك أكثر وضاعة من الماضي..
تراهم يبيعون الوهم لشعوبهم ويجلسون القرفصاء خانعين بين يدي من يحتل بلدهم ويستلمون منه المال المدنس في سلوك أقل ما يوصف بانه وضيع.
والأوضع من ذلك هم الغوغاء الذين يصفقون لمن يبيعون الوهم حتى تحمر أكفهم ويقاومون الشرفاء الاحرار الذين يواجهون الظلم والاستبداد والفساد وقهر الشعوب.
التاريخ لا يرحم أحدا ياهؤلاء .