صورتان من صّور مشاورات الزيف المناطقية !!
عبدالكريم السعدي
يقال أن حبل الكذب قصير وما افرزته بعض الصّور والظواهر في قاعة التشاور المناطقي في عدن المُختطفة يؤكد هذه الحقيقة .
لن اتناول سخرية د.صالح محسن من حضرموت ومشروعها ولن اُسهب في تناول سيل الظواهر التي رافقت وتُرافق فصول مسرحية التشاور الهزلية في عدن لأن المجال لايتسع لحصرها ولأنها ليست جديدة على المُتابع الذي يعلم جيدا بسلوكيات القائمون على هذه المهزلة وبالتالي فإن سردها لن يأتي للمُتابع بجديد !!
نتناول فقط صورتين على وجه السرعة والاختصار :
الصورة الأولى:
لرئيس مايسمى بلجنة الحوار د. صالح محسن وهو يمارس برعونة لي عنق الحقيقة وانتهاك طهارتها حين يروي أنه ولجانه قد اتفقوا مع المكونات الوطنية الجنوبية التي لم تحضر وأن الاتفاق كما جاء في سياق الدور الكلامي المُناط به كان حتى اللحظة الأخيرة وفي حالة من غياب الوعي يستغرب صالح من تراجع تلك المكونات !!!!!
ولمن أراد أن يرفع رأسه من الرمل ويرى بشاعة كذب د.محسن عليه أن يدخل محركات البحث الالكترونية ويطالع اولا:
بيانات القوى التي أعلنت مقاطعة لجان الحوار والأسباب والمبررات والنقاط التي اوردتها تلك المكونات لتلك المقاطعة .
ثانيا:
يطالع البيانات الأخيرة لذات المكونات والقوى التي رفضت دعوة مسرحية المشاورات الحالية وأسباب رفضها التي ساقتها في بياناتها تلك.
الصورة الثانية:
تمثلت في حالة الفوضى والتشويش المتعمد والتي أدت في نهاية المطاف إلى قفل المايكرفون وإلغاء الكلمة، والتي استهدفت المناضل والمقاوم وجريح الحرب هاني اليزيدي في هذه المهزلة لمجرد أنه تطرق في جزء من كلمته التي لم يسمح له باستكمالها إلى (… أنه إذا أردنا حوارا حقيقيا فعلينا أن نراجع أخطاءنا تجاه بعضنا ، وتناول أحداث 2019م الدموية وضرورة تصحيح افرازاتها ، وتناول الفساد ، وغياب الأمن في عدن ، وظهور عصابات مراكز القوى المناطقية التي تُهدد الجنوب ومستقبل قضيته )!!
على من حضر إلى قاعة مشاورات الزيف والخداع وهو يأمل بأنه سيجد فعلا مشروع دولة أمامه ورجال سياسة أن يقف بموضوعية أمام ماحدث في الصورتين وأن يقيس الأمور على هذه الصّور وغيرها من الصُور والمشاهد التي تؤكد أن القائمين على هذه الدعوات مازال يسيطر على دواخلهم مشروع التفرد والانفراد بالحق الجنوبي وارغام الآخر على السير خلفهم ، وأن خطاب التحرير واستعادة الدولة بالنسبة لهؤلاء ماهو إلا محاولة تمكين وورقة ضغط لتحقيق المزيد من المكاسب المناطقية الضيقة وتعزيز النفوذ في مواجهة الآخر الجنوبي الوطني .
وعلى أخونا رئيس لجان الحوار المناطقي الانتقالي أن يتأكد من سلامة مصداقية من يعملون معه في تلك أللجان ويتأكد من أن تقاريرهم المرفوعة إليه حول مايسمونه بالحوار هي تقارير وطنية مهنية سياسية صادقة وليست تقارير إبراء ذمة مالية أو (تصفية قُدم وعُهد مالية) حتى لايظهر في قادم فصول مسرحيتهم بالوضع الغير مُرضي وغير اللائق الذي ظهر عليه في هذا الفصل !!
ومن لايعرف الأخ هاني اليزيدي فهو أحد قيادات الحراك الجنوبي السلمي ، وهو أحد قيادات مجلس المقاومة الجنوبية عدن الذي واجه الحوثي ، وهو أحد جرحى الحرب ، وانسحاب المناضل هاني اليزيدي من مهزلة مسرحية مكون الانتقالي يُعد شرفا له ، أما سلوك الغوغاء من مناطق الانتقالي تجاه كلمته فهو يُعد نموذجا يجسد الصورة البشعة والوجه القبيح للقادم على أيدي هؤلاء .
ختاما من يتصور أنه قادر على إخفاء ملامح مشروعه الشاذ ، وتسويق الكذب والوهم فهو لايقرا التاريخ جيدا ، ولايواكب حركة التطور الإنساني ، ولايعي حجم كوارث فعايله في وقت أصبح فيه العالم بفضل التقدم التكنولوجي قرية صغيرة ، وبالتالي فإن مثل هذه القطعية من البشر تمثل خطرا حقيقيا يُهدد أي مشروع سوي ويشوه أحقية أي قضية عادلة ، ولا يسهم إلا في نثر ادران الرجعية على كافة أوجه الحياة.