التفاوض المباشر بين السعودية والحوثيين فما هو دور الشرعية ؟
غمدان ابو اصبع
من المعروف أن الحوار بين القيادة السعودية ومليشيا الحوثي قديم وليس جديد إلا أن ما يحدث حاليا يؤكد أن الحوار والتفاوض ليس له سقف كغيره فالسعودية تعمل على محاولة اعادة استمالة الحوثي ليكون خليف ولهذا تمنحهم كل ما يطمحون إليه وما لم يطمحون.
فهي تعمل بسرعة فائقة لأنها الحرب وليس وفق مفهومها السابق وانما في ظل طموحا بات كبير يفوق ماكنت عليه قبل سنوات فهي ترى نفسها قوة اقليمية أكثر من كونها دولة ولن يتحقق لها ذلك مالم تنهي الحرب في اليمن دون الاهتمام بمستقبل الشرعية واستعادة الدولة من الحوثيين فهذا المشروع تلاشى نهائيا في ظل سعيها لتكون الحليف القوي لصين في منطقة الشرق الأوسط وعليها القضاء على كل ما يمكن أن يعيق طموحها ولهذا تمنح الحوثي مالم يكن ضمن رؤيتها السياسية في الماضي .
من حق المملكة العربية السعودية أن تختار الطريق الذي تراه مناسب لتحقيق طموحها بأن تصبح دولة اقليمية ترسم سياسة دول منطقة الشرق الاوسط وبالأخص العربية وفق التفاهمات بينها وبين الصين الحليف المستقبلي للمملكة العربية فهي بالأخير دولة تتحرك وفق مصالحها ولا يمكن انتقادها أو تحميلها المصير الذي ينتظر الشرعية ونوع الدور الممنوح لهم في إطار تفاهماتها مع مليشيات الحوثي طالما مصلحتها هي من تحكم الخطوات لتحقيق حلمها.
مالم أستطيع تصوره هو كيف يفكر القادة اليمنيين بكل مكوناتها فيما يحدث وهل بالفعل هم قادة ولديهم شعور وطني قادر على النهوض بواجبهم نحو وطنهم أو أن وطنيتهم مرهونة بما يقدم اليهم من فتات ومناصب اشبه ما يمكن وصفها بمسميات وظيفة تحط على cv بتقلدها دون ممارستها كحقيقة على الأرض باعتبارهم قادة .
وأنا هنا لا أتحدث عن القيادة في الحكومة والمجلس الرئاسي وانما عن القيادات السياسية من حزبية وناشطي المجتمع مدني ومشايخ واعيان ومفكرين ومثقفين فل يتعلمو من حلفائهم بدول التحالف العربي كيف يفكرون ويعطون الأولويات لمصالح بلدانهم دون الالتفات إلى الشعارات التي رفعت طالما تغيرت المعطيات يجب أن يتغيروا لمواكبة المتغيرات الجديدة ليكون لهم مساحة تمكنهم من لعب دور أكبر مما كان عليه في الماضي بالمنطقة .
طالما المستقبل يطلب منهم ذلك أتجاه بلادهم وما يفرضه من معطيات يامن تدعون انكم قيادات سياسية علينا وان خطواتكم تأتي وفق قراءة الأحداث وما يترتب عليه وهو ما أتمنى أن يكون فلا تكونوا مجرد أدوات تحرك ولا تتحرك فأنتم قادة تحرروا من التبعية وانا هنا لا أقول غير وتحالفاتكم وإنما ضعوا ثوايت تحكم التحالفات ووفق المصالح العليا ليحترمكم الحليف ويتعامل معكم فوق ما تضعونه لا وفق ما يريد هو دون مهتم بمستقبلكم طالما هو ضامن أن لا أحد منكم بمقدوره يقول لا