ثلاثون نوفمبر بين الاستقلال والاحتلال
أ. سعيد أحمد بن إسحاق
هل علينا شهر نوفمبر وخاصة الأخير منه، يوما واحدا فقط، للاستقلال يحمله لنا، رافعا بالرأية إيذانا لمقدمه وللسيادة الوطنية حرة من الأجنبي.
يوماً واحدا للزيارة فاتحا لديسمبر ليكمل عامه ليدخل عاما جديدا، لتظل ذكراه لأعوام متلاحقة، في احتفالات تتخللها الاهازيج ابتهاجا لطرد آخر جندي بريطاني من عدن.
لكن.. صناع الثورة وقاداتها لم تعطى لها مآثر التضحيات كما ينبغي، ولم تذكر فيه الاسماء كلها بحجم 30 نوفمبر يوم التسليم والاستلام لاستقلال الجنوب العربي، ولم تكن للصفحات إنصاف ولم يكن للأقلام وفاء تقدر، لتلك الهامات التي حولت مسار الثورة من ردفان الثائر الى شمسان المنبهر بأول عملية فدائية بصالة الاحتفالات بأعياد الميلاد والتي كانت بمثابة قص الشريط للتحول الى عدن حيث الكر والفر مع المحتل نحو نصر يتحقق.
رحم الله قائد العاصفة والصاعقة لجبهة التحرير سالمين عبدالله علي باسلامة مهندس الملاحم الفدائية الجريئة المكنى (الكندي، الحضرمي، سالمين) يرتجف منها المحتل البريطاني حين يذكر.. رحل عنا هذه الهامة عن دنيانا في 7/9/2021 ولم يكرم حتى بغرفة صحية تليق بمقامه.. وهناك كثير من صنعوا الثورة منهم من رحل رحمهم الله ومنهم مازالوا بيننا أطال الله في اعمارهم ينحني لهم التاريخ على خجل، من رابطة الجنوب العربي وجبهة التحرير والجبهة القومية، جنوبيون هم أنقياء حملوا على أكتافهم وطن نحو التحرير للاستقلال لاجل السيادة الحرة لأبناء الجنوب العربي الاشمل.
فمتى تفتح صفحات 30 نوفمبر ويرفع الغطاء عن الاحرار للاجيال بهم يقتدى ويعرف، ويصحح تاريخ النضال من شوائب التزوير والدخيل المختلس
فيا الثلاثون من نوفمبر متى تكون للاحرار مرجع للتاريخ إليك نرجع وللشهداء نترحم وللاحياء معالم ننهل؟ وبالصدق والوفاء ضياء لا تنطفئ؟
فكم اليوم من السنين مرت منذ الرابع والتسعين بعد الألف والتسعمائة ميلادية بك نحتفل ونحن تحت وطأة الاحتلال المجدد؟
فهل لك يانوفمبر للزيارة تتجدد، أم ان هناك شهر بك يتبدل؟ لعله قريب تشرق شمسه، للاستقلال نحتفل، وللجنوب العربي نعيده، وللهوية العربية تميزه، وللمذهب الاسلامي الواحد يتفرد.
متى الاستقلال؟ متى ترفع الغمة ياوطن؟ أما آن لبركان الشعب أن يثور وينفجر؟ اما آن للقرار ان يزلزل قوى الاحتلال ويطرد؟
أسئلة نطرحها، وأجوبة ننتظرها.
أ. سعيد أحمد بن إسحاق