الغرب بين الانحطاط والتنمر !
د. عبدالرحمن الهاشمي
في كتابه الرائع (الإسلام على مفترق الطرق) للمستشرق الفيلسوف النمساوي محمد أسد يحلل جوهر الحضارة الغربية ويقرر بالأدلة أنها امتداد للحضارة الرومانية الوثنية القديمة وأن المسيحية قشرة سطحية غير مؤثرة في عمق العقل الجمعي والهوية الغربية.
وتلك الحضارة اتسمت بالمادية الفجة والوحشية والاستعلاء وهي بعيدة عن روح الدين والأخلاق.
(محمد أسد كان اسمه ليبولد فايس وأصله يهودي من عائلة حاخامات، وتنقل في عدة دول أوروبية وطاف بلدان كثيرة أخرى ثم أسلم بعد رحلة بحث طويلة ومقارنة عميقة بين الأديان والثقافات)..
صدق _ رحمه الله_ فاليوم تعود أوربا إلى أصلها، وتتجلى معالم الوثنية والبهيمية الرومانية باسم الحرية الزائفة الذي أصبحت صنما يسلطونه متى شاؤوا، ويضيقون به ذرعا إذا خالفهم كما في الحجاب وغيره.
وما قصة الشواذ والتنمر بها لفرضها على الشعوب إلا مظهرا من تلك المظاهر، حتى تهدد فرق رياضية بالانسحاب من كأس العالم لأنه لم يسمح لهم بارتداء علم الشواذ.
ما دخل الشواذ والترويج لهم في كرة القدم؟ وهي كما يقولون رياضة محايدة وتسلية.
ولماذا يضجون عند الدعوة إلى الفضيلة والإسلام، ويستميتون في الترويج للشواذ؟
الأديان جميعا تحرم تلك الرذيلة، بل الفطر والعقول السليمة تنبذها، حتى بعض الدول الوثنية تمنعها، بل حتى البهائم فطرها الله على استقباح ذلك.
إنهم اليوم لا يحاربون الإسلام والمسلمين فحسب بل يناقضون كل الأديان، ويخالفون العقل والفطرة، ويجنون بجرائمهم على البشرية كلها.
ومع ذلك لا يتركون مناسبة إلا وأرادوا الترويج لذلك، ومن يأبى حاربوه واتهموه بأبشع مما قال أسلافهم من قوم لوط، فقد قال أولئك عن لوط والمؤمنين ( إنهم أناس يتطهرون)
ويقول هؤلاء المحنطون ( إنهم أناس لا يحترمون حقوق الفاسقين)
في أي زمن نعيش؟ وإلى أين وصل حال البشرية،؟ رحم الله البيحاني فما أصدق قوله:
سموك يا عصر الظلام تقدما
كذبوا عليك وأنت شر الأعصر..