كشفت طهران عن منظومة «باور 373» الصاروخية للدفاع الجوي، خلال مراسم یوم الصناعات الدفاعیة التي جرت، الیوم، برعاية الرئيس الايراني حسن روحاني، الذي قارن بین الوضع الحالي لإيران ووضعها السابق، منوهاً إلی أن البلاد ما کانت قادرة في السابق علی شراء أدنى شيء، فيما تستطيع اليوم شراء أنواع الأسلحة التي تریدها من العالم. وتعرف صواريخ «باور 373» المضادة للأهداف الجوية، بـ«إس- 300» الايرانية، وهي منظومة شرعت إيران في تصنيعها منذ سنوات، وتحديداً عقب تعليق موسكو تسليم طهران منظومة «إس-300» المتفق عليها. وتحظى «باور 373»، بحسب المصادر الإيرانية، بميزات مطابقة لنظيرتها الروسية «إس-300» إذ أنها قادرة على إصابة الأهداف الجوية على ارتفاعات كبيرة.
وزير الدفاع الإيراني، حسن دهقان، الذي حضر معرض المعدات العسكرية، كشف عن أن منظومة الصواريخ الإيرانية الجديدة «تخضع في الوقت الراهن لجملة من الاختبارات النهائية»، على أن تدخل الخدمة في الجيش الإيراني مع حلول نهاية العام الجاري.
وخلال المراسم نفسها، تم عرض محرك «أوج»، أول محرك توربیي نفاث وطني للطائرات. وفي هذا الخصوص، اعتبر دهقان بأن إنتاج محرکات الطائرات من أعقد الصناعات الجویة، مؤکداً أن المشروع أُنجز بخبرات ایرانیة «ومن دون أي تدخل أجنبي»، سواء علی الصعید العلمي أو صعید التقنیات أو حتی صناعته. وشدد علی أن انتاج هذا المحرك لم ینهِ اعتماد ایران علی الخارج في هذا المجال وحسب، وإنما ارتقی بمكانة ایران إلی الثامنة من بین الدول التي تمتلك علوم وتقنیات صناعة هذا النوع من المحرکات.
كما أشار الی أن محرك «أوج» هو الأول في البلاد الذي یستطیع الطیران إلی ارتفاع 50 ألف قدم، وتم ترکیب أنظمة متعددة فیه، ویتمتع بمیزات بیئیة وظروف متعددة لتنفیذ العملیات، ویمكن ترکیبه علی کافة الطائرات التي لا یزید وزنها على 10 أطنان، وقد تم ترکیب 14 ألف قطعة فیه.
وكان وزير الدفاع الإيراني قد أكد، خلال مؤتمر صحافي عقده أمس، أن بلاده لا تعتزم الحصول من روسيا على صواريخ «إس-400»، و«أنتي-2500» للدفاع الجوي. وأوضح دهقان قائلاً: «لقد تلقينا عرضاً من روسيا يتضمن تزويدنا بنظومات «إس-400» و«أنتي-2500»، إلا أننا رفضنا هذا العرض». وكشف الوزير الإيراني عن أن بلاده قد تسلمت حتى الآن العناصر الرئيسية من منظومات «إس-300» الروسية، وأعرب عن أمله في أن تصل الأجزاء الأخرى المتبقية في غضون الشهر المقبل.
وذكّر دهقان بأن بلاده قد سحبت مؤخراً الدعوى التي أقامتها ضد روسيا أمام القضاء الدولي، بعد تخلف الأخيرة عن الإيفاء بالتزاماتها في إطار صفقة صواريخ «إس-300»، وذلك عملاً بالعقوبات الدولية التي كانت مفروضة على طهران قبل تسوية ملفها النووي والاتفاق الشامل بصدده مع السداسية الدولية.
وأضاف أن بلاده «تحتفظ بحق اللجوء إلى القضاء الدولي ثانيةً، «إذا ما أخلت موسكو مرة أخرى بإتمام صفقة إس-300».
تجدر الإشارة إلى أن موسكو وطهران كانتا قد أبرمتا سنة 2007 صفقة تزود روسيا بموجبها إيران بصواريخ «إس-300»، إلا أن موسكو علقت تنفيذ الصفقة سنة 2010 عملاً بقرار مجلس الأمن الدولي 1929، الذي حظر توريد المعدات العسكرية والأسلحة إلى إيران.
وفي ابريل المنصرم، رفعت موسكو، بقرار من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الحظر عن تسليم الصواريخ المذكورة لطهران، على أن تنهي روسيا تسليم الصواريخ للجانب الإيراني في الفترة الممتدة حتى نهاية العام الجاري، بحسب سيرغي تشيميزوف، رئيس شركة «روستيخ» الحكومية الروسية لتصميم وإنتاج المعدات التكنولوجية المتطورة.