اليمن تحصد المركز الأول في “مسابقة”كأس العالم للمبدعين العرب 2016 “

المشهد الجنوبي الأول/متابعات

حَصَدت اليمن المركز الأول في “مسابقة أفضل العرب في العالم” أو ما يُعرف ب”كأس العالم للمبدعين العرب 2016 ” في ملتقى لندن الدولي للفن التشكيلي.

ويرى فنانون أن هذا المركز الذي حققته اليمن هو اعتراف بقيمة الفن التشكيلي في اليمن واعتراف لمهارة الفنان اليمني، كما يُعد تسويق لمدرسة الفن التشكيلي في اليمن على مستوى العالم.

المسابقة يتم تنظيمها سنويًا من قِبل المجموعة العربية وهي أهم شركة مُنظِّمة للجوائز الإبداعية للعرب حول العالم، وبرعاية المكتب الثقافي للسفارة المصرية وشركتين بريطانيتين، ويتم تقديم جوائز لأفضل الفنانين العرب في كل التخصصات والمقيمين في كل بلدان العالم.

وحازت اليمن على ثلاث ميداليات ذهبية بِفارِق كبير عن المركز الثاني الذي حققته المغرب، كانت ذهبيات اليمن من نصيب الفنانة هيفاء إبراهيم في الفن الرقمي والفنان أحمد الوصابي في النحت والتركيب الذي قدّم لوحة عن برج إيفيل، بينما كانت الذهبية الثالثة من نصيب الفنان ردفان المُحمدي في قسم الفن التشخيصي.

ردفان المُحمدي.. قِصة مُشاركة:

أفضل فنان تشكيلي عربي في العالم هو اللقب الذي يتم مَنحه للفائز بالإضافة إلى ميدالية ودرع وشهادة تقدير، كان الفنان ردفان المُحمدي متصلًا عبر الانترنت فتلقى رابط المسابقة من رسامة سعودية من أجل أن يقوم بالتصويت لمشاركتها كما تقتضي لوائح المسابقة التي تقوم بتأهيل المشاركات للمرحلة الثانية بعد التصويت عليها عبر رابط إلكتروني خاص بالجائزة. ثم اختيار الفائزين من لجنة حَكَم مُؤلّفة من قضاة عرب وأجانب عالميين.

يقول المُحمدي ل”المُشاهد”: “استطعت أن أقوم بالتسويق لمشاركتي فتمكنت من التأهيل إلى المرحلة الثانية التي تعتمد على لجنة الحكم بنسبة 80 بالمائة”. بعد اجتياز مرحلة التصويت وانتظار لجنة الحَكَم تم ابلاغه بأنه أحد الفائزين.

هذه الجائزة ليست الأولى التي حققها المُحمدي ولكنها الرابعة فقد سَبَق وأن حصد ثلاث جوائز محلية في مسابقة “أجمل منظر سياحي لليمن” التابعة لوزارة السياحية لثلاث سنوات متعاقبة “2008، 2009، 2013” إلا أن هذه الجائزة هي الأولى عالميًا.

الوصول إلى لندن.. غير مُمكِن:

أقام المنظمون الحفل الختامي للمسابقة لتوزيع الجوائز للفنانين، الحفل أُقيم بالمنطقة الشهيرة في لندن “الميفير” في مركز العاصمة اللندنية مساء الجمعة 19 أغسطس 2016.

حاول المُحمدي الوصول إلى لندن ليكون متواجدًا لحظة التكريم لكنه لم يتمكن بسبب الحظر الجوي المفروض على اليمن وإغلاق مكاتب سفارات السلك الدبلوماسي.

كان المفترض أن ينتقل إلى مصر من أجل الحصول على فيزا دخول بريطانيا بعد مقابلة السفارة هناك. بعد تحديد موعد المقابلة وشراء تذاكر الطيران وتحديد موعد السفر؛ أعلنت قَوّات التحالف حظرًا جويًا لمدة 72 ساعة.

سافر إلى سيئون ليتوجه خلالها إلى الخرطوم ثم مصر؛ كونها أقرب رحلة متوفرة، لكن بعد وصوله إلى مطار سيئون فوجئ بأن الحظر الجوي تم تمديده.

وصل إلى الخرطوم وفوجئ مُجددًا أن اليمنيين لا يمكنهم دخُول مصر إلا في حال وجود تأشيرة. استقر في السودان مع علمه بعدم تمكنه من حضور المهرجان في موعده.

تلك المُفاجآت اضطرت المُحمدي لترشيح زميلة له وهي فنانة تشكيلية مُقيمة في لندن للحضور واستلام الجائزة بدلًا عنه.

الْرَجُلْ العَجَوُز.. واقع الإنسان في اليمن:

حصَد المُحمدي جائزة أفضل فنان تشكيلي عربي في العالم عن رسمة “الْرَجُل العَجَوُز” وهي شخصية حقيقية التقطها المُصوّر الفوتوغرافي اليمني “ضياء الأديمي” قام المُحمدي برسمها وإضافة واقع اليمن من خلال الدمار كخلفية للصورة.

قال المُحمدي ل”المُشاهد” أنه في بداية 2015 وقبل الحرب الأهلية في اليمن بدأ برسمها. أضاف: “مشهَد الرسمة الذي في خيالي كان مختلف تمامًا عن المشهد الذي انتهيت منه. مع بداية الحرب فكرتُ أن أضع شيء يتناسب مع ما يحدث في اليمن فكان مشهد الدمار هو الواقع الفعلي للرسمة”.

تتحدث اللوحة التي استغرقت سنة كاملة -بواقع خمس مائة ساعة عمل: عن الوضع المأساوي في اليمن. الصراع الذي يَحدُث في اليمن، إنها مَشهَد مُتكامل من ناحية التجاعيد والتفاصيل الدقيقة التي احتواها وجه الْرَجُل العَجَوُز ونظرته الحزينة.

إنها رسالة إنسانية للوضع الذي يعيشه اليمني: الدمار، اللا ترقب للجديد، الشيخوخة، التّرَهُل الذي أحدثته علامات الزمن وحرب اليمن. تفاصيل لا تمثل الْرَجُل العَجَوُز فقط بل اليمني بشكل عام.

فوزي الشامي دكتور علم الاجتماع قال ل”المُشاهد” مُعلقًا: “اللوحة عبارة رسالةٌ مُعبّرة عن الوضع اليمني، ورسالة اجتماعية انطلقت من إطار الداخل اليمني إلى الخارج العالمي”.

كان “المُشاهد” قد تابع تفاعل المجتمع مع اللوحة قبل أن تحصل على الجائزة وبعد أن تم مشاركتها في وسائل التواصل الاجتماعي، علّق المُحمدي: “اللوحة أثرت بشكل كبير على نفسية الجمهور، قُلت: مادام المجتمع تفاعل معها بهذا الشكل الكبير فيبدو أنها ستنال نصيبها في حال شاركت بها في المسابقة وهذا ما حدث”.

“الْرَجُل العَجَوُز كان مشهد مُناسب لِرسمِه” قال المُحمدي ذلك وأضاف: “ليست المناظر ما يؤسرني بقدر ما تأسرني تفاصيل الوجوه. لكن المُفارقة أن رَسْم المناظر الطبيعية هي ما أتمكن من بيعها بينما رَسْم الوجُوه أحَصَد فيها الجوائز”.

*من عبدالرزاق العزعزي

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com