الميزان الأعرج في التعليم
عبدالإله عميران
نحن الآن على قرابة شهرا كاملا منذ انطلاق العام الدراسي الجديد 2022-2023م، والمدارس الحكومية في بعض من المحافظات المحررة مغلقة، والأخوة المعلمون مضربون ومطالبون بحقوقهم وبطريقتهم القانونية التي لا يمكن لأحد أن ينازعهم فيها، وخاصة أننا نعلم الضيم الشديد الذي يعانيه المعليين وأغلب موظفي الدولة والشعب اليمني بأكلمه، من غلاء في المعيشة، ورواتب لا تكفي لتغطية الحاجات الأساسية من مأكل ومشرب ومبلس.
لن نسهب في الحديث كثيرا عن الاضراب، ولكن سوف نتحدث عن الفشل الحاصل في منظومة وزارة التربية والتعليم، وعجزها عن حل اشكالية المعلمين، والاكتفاء بنظرة المتمعن والمتفرج لابناءنا الطلاب وهم يملؤن الشوارع في لهو ولعب، وقد بدأت تتخطفهم الآفات والسلوكيات المدمرة للإسرة خاصة والمجتمع بشكل عام.
فنظرة وزارة التربية والتعليم وعدم التحرك الجاد ليلا نهارا في حل هذه المشكلة دليل واضح على عدم الحرص على المعلم والطلاب، ودليل واضح أن ابناءهم يدرسون في مدارس خاصة إما داخل البلد أو خارجه، ومن هذا المنطلق يأتي الروقان وعدم التسرع في إيجاد الحلول -يعني بالراحة- ، فالذي يده على الماء ليس كمن يده على النار.
لقد كان الأحرى بوزارة التربية والتعليم المحترمة أن تعمم في تعليق العام الدراسي حتى تتوصل الى حل مع الأخوة المعلمين، ويرفع الاضراب، ويعود جميع الطلاب الى المدارس، وليس أن يسير العام الدراسي وكأن شيء لم يحصل، والمدارس الخاصة تسحب من لديهم المال من الطلاب، والذي لا يملك المال فعليه أن ينتظر حتى ترضى عليه وزارة التربية والتعليم وتأتي بحلول للمعلمين.
دعونا نذكركم بالمادة التاسعة من القانون اليمني رقم 46 بشأن القانون العام للتربية والتعليم والذي ينص على: “أن تعمل الدولة على تحقيق العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص في التعليم ومراعاة الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي تقف عائقاً أمام بعض الأسر للاستفادة من حق أبنائهم في التعليم .”
ولكن للأسف أصبح التعليم في ميزان أعرج، تميل كفته لأصحاب المال، وليس هناك تكافؤ للفرص، وإذا أردنا أن نتأكد من ذلك فعلينا الاستيقاض في الصباح لنشاهد من يملكون المال يذهبون للمدارس الخاصة، ومن لا يملكه عليه أن يتحمل تبعة ذلك.
نحن هنا لا نحرض على المدارس الخاصة فالخلل ليس منهم، فأنا شخصيا إذا كان لدي أطفال في سن الدراسة، وكنت أملك المال لألحقتهم بأحدى تلك المدارس، لأن مسؤوليتي أن أجعل أبنائي يتعلمون ولا أجعله فريسة للشارع.
نحن هنا نتحدث عن أمر خطير يتعلق بالجانب النفسي والاجتماعي للطلاب وأسرهم، وخاصة أننا نشاهد بعض من الطلاب يطلبون من أولياء أمورهم إلحاقهم بمدرسة خاصة مثل جاره فلان، وحال رب الاسرة لا يعلمه إلا الله.
نحن الان أمام خيارين لا ثالث لهما، إما تعليق الدراسة في جميع المدارس أو فتح الاضراب.
*والسلام ختام.