جولة إسبوعية في محافظات الجنوب
المشهد الجنوبي الأول | تقرير إسبوعي
جوله في المحافظات الجنوبية لـ “المشهد الجنوبي الأول” رصد خلالها العمليات الارهابية التي نفذها تنظيم القاعدة وداعش، لتوسيع المشروع الأمريكي في المنطقة , تبين في بادئ الأمر أن معظم هذه العمليات تنفذ تحت مسمى جماعات “إرهابية” أو “عناصر مجهولة” ولكن الحقيقة هي عمليات خاصة ترتكبها التنظميات التكفيرية “القاعدة وداعش”، تمهيدا لسيطرتهم على بقية المدن الجنوبية
تصدَّر تنظيم القاعدة الإرهابي الاحداث التي شهدتها مدن الجنوب ليوم السبت الموافق 13-2-2016م، فقد إستطاع اشغال الرأي العام ووسائل الاعلام بما فيها المواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث بدأ التنظيم صباحاً بنصب نقاط تفتيش في مدينة جعار بأبين، التي سيطر عليها في ديسمبر من العام الماضي
وبعدها بساعات قليله تحركت عناصر التنظيم في حضرموت، بالتوجه لهدم قبة مسجد حسين بغيل باوزير ليقضي على معلم تراثي تاريخي، يذكر الناس بالصالحين، ويتجه التنظيم إلى أبين ويقوم بالإشتباك مع مسلحين من قبائل “باكازم” بأبين ليؤدي بحياة 3 من عناصره
وفي نفس ساعات اليوم تبدأ جولة الاغتيالات التي تقودها القاعدة وداعش في الجنوب، والتي اطاحت برجال الجنوب لصالح الإخوان المسلمين,قادة ,وناشطين ,وضباط بينها اغتيال الفندم “صلاح علي درويش السلامي” ضابط أمن متقاعد في منطقة “تبن” بلحج, ويتضح خطورة تنظيم القاعدة في اندساسها بين
أوساط المقاومة، وهذا ماتحدث عنه قيادي في المقاومة في تصريحات خاصة لـ”المشهد الجنوبي الأول”، فقد اصدرت قيادة المقاومة بنفس اليوم قراراً بعزل “أيمن عسكر” من قيادة مقاومة البريقة، وذلك لإكتشاف ولاءه للقاعدة وقيادة العمليات الأرهابية التي حدثت في البريقة والمنصورة، مستغلاً تواجده ضمن قيادة المقاومة
وعلى الصعيد ذاته، وفي يوم الأحد 14-2-2016م، يتكرر مشهد القاعدة بإسلوب آخر للجريمة، حيث بدأت يومها بتفجير رتلاً عسكرياً تابعاً لقوات التحالف في محافظة لحج بسيارة مفخخة، أودت بحياة عشرات الشهداء من الجنود
وفي نفس اليوم دعت قبائل شبوة للخروج بتظاهرة مطالبين التحالف وهادي، بالتدخل السريع لإنقاذهم من الخناق المطبق، والذي فرضه عليهم التنظيم وجعلهم في حاله يرثى لها، كما حرَّك التنظيم عناصره في حضرموت، بالتوجه نحو هدم عدد من القباب التاريخية في “الشحر” أهمها قبة اسماعيل حيث يعود تاريخها إلى مئات السنين وللبقية حكاية ولكن بطريقه اخرى ينفذها التنظيم .. فقد أقدمت عناصر من التنظيم الإرهابي، على اختطاف جندي بمحافظة لحج وذبحه .
وختاماً بعمليات النهب والسلب المنتشرة في المدن الجنوبية، تعرض المجلس التشريعي في “كريتر” للبسط، من قِبل مسؤول حكومي مستغلاً موقعه في الدولة
ليشرق يوم الإثنين الموافق 15-2-2016م، على إشتباكات عنيفه بين مسلحي المقاومة وعناصر يُشتبه بإنتمائها لتنظيم القاعدة، في مدينة الشيخ عثمان، أودت بحياة مدني كان ماراً من المنطقة أثناء الاشتباك، ويبقة الحديث عن التنظيم، حيث قام بنهب رواتب موظفي الصحة العامة والسكان لحوطة لحج، عند اعتراض أمين صندوق مكتب الصحة في منطقة “الدباء” والسطو على الأموال التي كانت بحوزته مع سيارته.
واستمراراً مع الإرهاب في المدن الجنوبية، فقد استهدفت عناصر التنظيم، مبنى المجلس المحلي بالبريقة بقذيفتين آر بي جي، حيث دخل المسلحين في اشتباكات مع حراسة المجلس، ولم تنجم اصابات، ولاذ المسلحين بالفرار، ولاحقاً رجَّح عسكريون على أن تكون هذه العناصر، تحت قيادة “أيمن عسكر” الذي يدير العمليات الإرهابية في البريقة والمنصورة ..
وتتجدد منابت الإرهاب بتجدد الجريمة، حيث انفجرت سيارة مفخخة، في نقطة أمنية بالتواهي، أدت إلى مقتل وجرح العديد من أفراد النقطة، ولثقتنا بقيادة عمليات قوات التحالف وقدرتها التخابرية والتكنولوجية، لا نتصور أن يخطئ طيرانها عمداً، ناهيك أن تستطيع قوة الرصد الجوي تحديد مواقع الإرهابين بدقة عالية، فقد هدم طيران التحالف بنفس اليوم مبنى إدارة المؤسسة المحلية للمياة بمدينة “الحوطة” بلحج، ومبنى “سنترال الوهط” تحسباً منه بتواجد عناصر من تنظيم القاعدة وداعش في تلك المباني ولكن للأسف لم يحقق طيران التحالف سوى تدمير المباني فقط
وليبدأ يوم الثلاثاء الموافق 16-2-2016م، بوقائع محاولة لإغتيال محافظ الضالع “فضل الجعدي” يقف وراءها التنظيم الإرهابي بزرع عبوة ناسفة، أمام منزل المحافظ لإستهدافه أثناء خروجه، لمزاولة عمله ولكن باءت المحاولة بالفشل, ولتعود بنا بوصلة الإغتيالات إلى عدن الباسلة فقد نجا محافظ عدن “عيدروس الزبيدي” ومدير أمنها “شلال شايع” من محاولة اغتيال نفذتها عناصر مسلحة مجهولة، بجولة “كالتكس” في المنصورة، حيث أطلقو النار على الموكب اثناء مروره من الجولة، ودخلت حراسة الموكب مع المسلحين في إشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل 5 من عناصر حراسة الزبيدي وشايع, ومجدداً يشن طيران التحالف فجر الثلاثاء غارات متعددة استهدفت مواقع التنظيم ولكن لم تثمر بأهدافها، فقد استهدف طيران التحالف منزل مواطنين كان يكتنثه الإرهابين سابقاً في “جبل خنفر” بأبين، والغارة الأخرى استهدفت “محكمة جعار” سقط خلالها عدد من عناصر التنظيم, وتتكرر أخطاء طيران التحالف بعدم دقته في رصد تحرك الارهابين مستهدفاً مصالح المواطنين، فقد شن غارتين جوية على مزارع
في “منطقه الدباء” بمدخل قرية “عبر لسلوم” بتبن لحج تحسباً لتواجد الإرهابين هناك، مصادر خاصة تحدثت عن ضحة الأهداف لكن للأسف، دون توفيق ودقة في تحديد زمن الإستهداف .
وفي صباح الأربعاء الموافق 17-2-2016م، ارتكب تنظيم داعش أبشع جرائمه التي ينفذها، حيث استهدف إنتحاري معسكر “رأس عباس” بمديرية “البريقة” في عدن حيث فجَّر الإنتحاري نفسه، في تجمع للمجندين في المعسكر، أسفر الإنفجار عن إستشهاد نحو 14 وجرح 61 آخرين، وتبنى تنظيم “داعش” العملية الإرهابية التي استهدفت المعسكر، لتشير “داعش” إلى هادي والتحالف بإستمرار تواجدها بل وسهولة تنفيذ العمليات في عدن.
وفي العصر من نفس اليوم اغتال مسلحون مجهولون يرجَّح انتمائهم للقاعدة “عبدالفتاح المحرابي” مدير مكتب محافظ محافظة لحج، داخل منزله بحي صبر، بالأطراف الجنوبية لمدينة الحوطة, واستمراراً مع مسلسل الإغتيالات فقد اغتال مسلحون مجهولون، عصر الخميس “وضاح احمد صالح الكعلولي” شقيق القيادي في المقاومة الجنوبية في الصبيحة “جعفر احمد صالح الكعلولي” في مديرية “الضاربة” بمنطقة “رأس العارة” محافظة لحج
هذا كان مختصر للعمليات الإرهابية الظاهرة، التي شهدتها المدن الجنوبية، تظهر سيادة القاعدة وداعش على معظم العمليات المزعزعة لأمن الجنوب، نفذها التنظيمين القاعدة وداعش، وصممها الأمريكان ليصبح ضحيتها الجنوب ارضاً وانساناً