فشل أوروبي في وضع سقف سعري للغاز الروسي يثير مخاوف نقص حاد في الإمدادات
المشهد الجنوبي الأول _ متابعات
قالت مصادر دبلوماسية، إن مقترح وضع سقف سعري للغاز الروسي، لم يلق دعما واسعا، بين وزراء الطاقة في الاتحاد الأوروبي، المجتمعين الجمعة في بروكسل، وسط مخاوف بشأن زيادة حدة نقص الإمدادات.
وذكرت وكالة رويترز، أن الاجتماع الطارئ، لوزراء الطاقة، شهد جدلا كبيرا حول وضع سقف لسعر الغاز الروسي، حيث يسعى وزراء التكتل الأوروبي إلى إيجاد آلية تسمح بخفض أسعار الغاز، دون أن تعرض الإمدادات إلى أوروبا للخطر.
ويهدف الاجتماع، في الأساس، إلى التوصل إلى اتفاق على سبل حماية المواطنين من الارتفاع الشديد لأسعار الطاقة والحيلولة دون انهيار مرافق الطاقة، وسط وقف روسيا التدريجي لإمدادات الغاز إلى أوروبا في إطار المواجهة بينهما بسبب الأزمة أوكرانيا.
وبحسب وكالة “بلومبرغ” فإن كل من المجر وجمهورية التشيك، عارضتا اقتراح المفوضية الأوروبية بوضع أي سقف لأسعار الطاقة، ودعتا إلى التوصل إلى طرق أخرى للحد من سعر الغاز الروسي.
وقال وزير خارجية المجر بيتر زيجارتو، على فيسبوك أثناء حضوره اجتماع وزراء الطاقة في بروكسل: “الحد الأقصى للسعر هو عقوبة طاقة مخفية.. أوضحنا ذلك، ولن نتحدث حتى عن عقوبات في مجال الطاقة”.
كما أن جمهورية التشيك، التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، قالت قبل الاجتماع إنها تريد استبعاد النقاش حول تحديد سقف لأسعار الطاقة من جدول أعمال الاجتماع تماما.
على الجانب الآخر، يرغب بعض وزراء الطاقة في الاتحاد الأوروبي في وضع سقف لجميع أسعار الغاز المستورد، إلى جانب الحد من الأرباح المتزايدة لشركات الطاقة، ومحاولة توفير السيولة للشركات التي تعاني بسبب ارتفاع التكاليف.
من جانبه قال وزير الاقتصاد الألماني، روبرت هايبك، إن المفوضية الأوروبية قدمت مقترحات قابلة للتنفيذ، وإن لجنة وزراء الطاقة بالاتحاد الأوروبي ستقدم مقترحاتها في هذا الشأن في نهاية الأسبوع.
ويقول دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي إن الدول الأعضاء تدعم على نطاق واسع مقترحات لحماية موردي الكهرباء من الانهيار بسبب أزمة سيولة، لكن هناك انقساما بينها بشأن خطط لوضع حد أقصى لأسعار الغاز الروسي.
وقالت روسيا، التي زودت أوروبا بثلث إمداداتها من الغاز قبل أن تثير حربها في أوكرانيا أزمة، إنها ستوقف الإمدادات تماما إذا فُرض الحد الأقصى.
من جانبه، توقع رئيس مجلس النواب الروسي، الجمعة، أن تفشل خطط الغرب لفرض سقف لسعر صادرات روسيا من النفط والغاز وأن ترتفع الأسعار بقدر أكبر بكثير مما تحاول الدول الغربية وضعه.
وكتب فياتشيسلاف فولودين رئيس مجلس النواب (الدوما) عبر قناته على تيليغرام “ما يسميه مسؤولو مجموعة السبع (سقفا) للسعر سيتحول إلى قاع للسعر”.
وتهدف المحادثات الوزارية اليوم، إلى حصر الخيارات في تلك التي تحظى بدعم واسع قبل تقديم مقترحات رسمية، وليس التوصل إلى قرار نهائي.
وقال وزير الصناعة التشيكي يوزيف سيكيلا، لدى وصوله إلى الاجتماع الطارئ في بروكسل: “نحن في حرب طاقة مع روسيا… علينا أن نرسل إشارة واضحة مفادها أننا سنفعل كل ما يلزم لدعم أسرنا واقتصاداتنا”.
وزادت فواتير الطاقة، التي ارتفعت بالفعل مع تعافي الطلب على الغاز من جائحة كوفيد-19، بعد أن أطلقت روسيا “عملياتها العسكرية” في أوكرانيا وفرض الغرب عقوبات على موسكو. وتسعى الحكومات جاهدة للحد من صدمة الأسعار.
واقترحت المفوضية الأوروبية تقديم سيولة طوارئ لشركات الطاقة التي تواجه طلبات متزايدة بضمانات، وهي خطوة قال دبلوماسيون إن حكومات الاتحاد الأوروبي أيدتها على نطاق واسع. كما يدعم البعض مقترحات للحد من الطلب على الطاقة.
وقال دبلوماسيين إن اقتراح سقف الأسعار أحدث انقساما في الآراء، إذ يقول البعض إنه لن يساعد في ظل انخفاض شحنات موسكو إلى أوروبا، وتخشى بعض دول وسط أوروبا، التي لا تزال تتلقى الغاز الروسي، أن تفقده بالكامل.