ما وراء تقليص الولايات المتحدة مستشاريها العسكريين في عمليات التحالف السعودي..؟
Share
المشهد الجنوبي الأول/يمنات
أثار تقليص الولايات المتحدة، لمستشارين عسكريين يعملون في السعودية، لتقديم استشارات عسكرية للعمليات التي ينفذها التحالف السعودي في اليمن، تساؤلات حول الهدف الأمريكي من هذه الخطوة.
محللون و مراقبون و متابعون للشأن اليمني، اجابوا على تلك التساؤلات، معتبرين هذه الخطوة مقدمة لنهاية الحرب السعودية في اليمن، فيما اعتبرها أخرون بأن استجابة امريكية للضغوط التي تمارسها الصحافة الامريكية و الغربية بشكل عام و المنظمات الدولية بوقف الدعم اللوجستي الذي تقدمه الولايات المتحدة و دول غربية أخرى لـ”الرياض” و التي راح ضحيتها مدنيين أبرياء في اليمن.
و يشيرون إلى أن الولايات المتحدة تريد غسل يديها من جرائم الحرب التي يرتكبها طيران التحالف السعودي بحق المدنيين، و التي تزايدت خلال الشهر الجاري، و التي كان أخرها قصف مشفى عبس الريفي بمحافظة حجة، و سوق المديد بمديرية نهم بمحافظة صنعاء، و التي راح ضحيتها عشرات الضحايا، بينهم أجانب من منظمة أطباء بلا حدود، و التي سحبت طواقمها الطبية من 6 مستشفيات في محافظتي حجة، شمال غرب، و صعدة، أقصى شمال البلاد.
غير ان هذه الخطوة لا يستبعد أن تكون مؤشر على اعتزام السعودية شن غارات عنيفة على العاصمة صنعاء و محافظات أخرى، قد تتسبب في جرائم حرب، و هو ما دفع الولايات المتحدة لاتخاذ هذه الخطوة و الاعلان عنها، لإخلاء مسئولياتها مما تعتزم السعودية القيام به.
و هو ما يفهم من الخطوة الأمريكية، في حال تم ما تعتزم السعودية القيام، بأن الولايات المتحدة اعطت الضوء الأخضر للسعودية، لكنها ارادت أن تكون بعيدة عنها.
و ما يرجح هذه التكهن، هو اشتعال الحرب في جبهة نجران الحدودية، جنوب السعودية، و التقدم الذي حققته اللجان الشعبية و اقترابها من مدينة نجران من جهات عدة، و هو ما أحرج السعودية باعتبارها قوة اقليمية رئيسية في المنطقة.
ربما تلجأ السعودية لشن غارات عشوائية على العاصمة صنعاء و مدن أخرى، في حال لم يتوقف تقدم اللجان الشعبية باتجاه مدينة نجران، و عجز قوات حلفائها في جبهة نهم من تحقيق تقدم باتجاه العاصمة صنعاء.
هذه الخطوة غير مستبعدة خاصة و أن التحالف السعودي ارتكب مجازر عدة منذ بدء مقاتلات عاصفة الحزم بقصف العاصمة صنعاء و محافظات أخرى نهاية مارس/آذار 2015.