معلومات تؤكد ارتكاب عناصر مندسة من العمالقة الجنوبية انتهاكات ضد أبناء شبوة واختلاق تُهم باطلة أبرزها (متحوثين)
المشهد الجنوبي الأول / تقرير
يبدو أن جزءاً من ألوية العمالقة الجنوبية التي أتت من الضالع لمساندة قوات دفاع شبوة وقوات العمالقة التابعة للانتقالي بعتق، يبدو أنها انطلقت للمشاركة في القتال ضد قوات الإصلاح بدافع الانتقام من أبناء شبوة وقبائلها، حاملة معها حقداً تاريخياً قديماً لطالما عُرف به الصراع القديم بين شبوة من جهة والضالع ويافع من جهة العدوان التاريخيان لبعضهما البعض، وهو الصراع المناطقي الممتد منذ سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، والذي عمل الاحتلال البريطاني لجنوب اليمن على تغذيته وإذكائه أطول فترة ممكنة.
فالمعلومات الواردة من مدينة عتق والمناطق المحيطة بها والتي تشهد قتالاً بين قوات العمالقة الجنوبية ودفاع شبوة من جهة ومليشيا الإصلاح والقبائل الموالية لها من جهة مقابلة، تفيد بقيام عناصر من القوات الجنوبية التابعة للانتقالي (العمالقة) بتعمد استهداف أبناء قبائل شبوة من سكان مدينة عتق وكذا استهداف مواطنين وعوائل من أبناء المحافظات الشمالية المتواجدين منذ سنين طويلة في شبوة، بعد تنفيذ اقتحامات لمنازلهم دون مراعاة لحرماتها وحرمة ساكنيها من النساء والأطفال والشيوخ العُزل من السلاح، في كسر مستفز لكل القيم والأعراف والتقاليد والضوابط الأخلاقية التي تلتزم بها مختلف القبائل اليمنية شمالاً وجنوباً.
خلال تلك المداهمات التي وقعت داخل مدينة عتق لمنازل مواطنين، أقدمت بعض العناصر التابعة للعمالقة على الاعتداء على عدد من أبناء عتق والقيام بتصويرهم بعد إجبارهم على الاعتراف بأنهم يؤيدون الحوثيين، وصاحب تلك التصرفات ظهور عناصر من العمالقة وهي تتحدث في مقاطع فيديو وتدعي أنها عثرت على ملصقات لشعارات الحوثيين في منازل من تم اعتقالهم وهم يقاتلون مع قوات الأمن الخاصة وقوات محور عتق وقبائل شبوة، حسب ما يزعم أحد عناصر العمالقة الذي ظهر بمقطع فيديو تداوله ناشطون جنوبيون بمواقع التواصل.
جانب آخر من الانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها عناصر من العمالقة الجنوبية، تمثل في استهداف مدنيين أبرياء من المارين في الشوارع والذين أظهرت صور تداولها الناشطون تناثر جثثهم في قارعة الطرقات، وبحسب شهود عيان من أبناء المدينة فإن من تم قتلهم في الشوارع كانوا عُزل من السلاح ولم يكونوا مقاتلين تابعين للإصلاح بل مواطنين عاديين.
وكانت قوات العمالقة الجنوبية قد منعت أمس الإثنين المواطنين من أبناء مدينة عتق من الخروج من منازلهم، حيث نشرت وسائل إعلام المجلس الانتقالي أخباراً تفيد بتوجيهات ألوية العمالقة بالتزام المواطنين منازلهم وعدم الخروج منها لأي سبب كان، في الوقت الذي وردت فيه معلومات يوم أمس أن لجوء العمالقة لهذا الإجراء كان سببه تعرضهم لهجمات من داخل المناطق والمربعات بمدينة عتق التي كانت لا تزال تحت سيطرتهم.
وزعمت عناصر العمالقة في مقاطع الفيديو والصور التي نشرها ناشطون تابعون للمجلس الانتقالي الجنوبي بينهم ناشطون إماراتيون أيضاً، زعمت تلك العناصر أن القوات التي تقاتلهم في شبوة هي متحالفة مع الحوثيين وأن من تم القبض عليهم هم من “المتحوثين الخونة والروافض والمجوس” وغير ذلك من المصطلحات التي أطلقها بعض عناصر العمالقة الجنوبية التابعة للانتقالي التي ينتمي معظمها للتيار السلفي المتطرف.
في المقابل رصد المشهد الجنوبي الأول تغريدات وردود بمواقع التواصل الاجتماعي لناشطين من أبناء شبوة من المناهضين للإصلاح، ينفون فيها صحة ما تديعه بعض عناصر العمالقة من أنها ألقت القبض على متحوثين داخل بعض المنازل في عتق، مستنكرين لجوء عناصر العمالقة الذين جرى استدعاؤهم إلى شبوة لمساندة القوات الموالية للمحافظ استخدامهم لهذه الوسائل والأساليب للنكاية بخصومهم والانتقام من أبناء شبوة من خلال اختلاق الذرائع والمبررات لبعض الجرائم التي ترتكب بحق المواطنين الأبرياء من أجل الهروب من الإدانة التي سيتعرضون لها بسبب اقتحام المنازل وانتهاك حرمات المنازل وساكنيها.
ولفت الناشطون إلى أن البعض ممن قدموا للقتال في عتق استحضروا معهم الأحقاد المناطقية البغضية واستحضروا حالة العداء التي خلقها المحتل البريطاني بين شبوة من جهة ويافع والضالع من جهة، مؤكدين إن مثل هذه التصرفات إنما تسيء للقوات الجنوبية وتسيء للمحافظ الذي لجأ للاستعانة بها بشكل عشوائي.