عدن .. أغلاق شركة ” يو ” يصدم قطاع الأعمال ويثير سخط المواطنين

المشهد الجنوبي الأول | خاص

 

تسبب إغلاق شركة الاتصالات اليمنية العمانية ” يو ” في مدينة عدن ومحافظتي لحج وأبين خلال اليومين الماضيين ، بخسائر اقتصادية فادحة لقطاع الأعمال في تلك المحافظات ، وعمق هذا الإجراء المعاناة الإنسانية الناتجة عن التدهور الحادة التي تشهده مدينة عدن في مجال الخدمات العامة ، هذه الإجراءات التي اتخذت بمعزل عن أي حسابات اقتصادية كان لها أضرارها الاقتصادية والإنسانية وحتى النفسية ، خاصة وأن خدمات الاتصالات والانترنت أصبحت جزء أساسي من حياة اليمنين اليومية ، هذا الإجراء غير المسؤول ضاعف أزمة الخدمات خاصة وأن خدمات الشركة قدمت لاول مرة بجودة عالية وتكلفة مناسبة و اتاحت لعشرات الآلاف من المواطنين في مدينة عدن الحصول على خدمة الاتصالات بمزايا متعددة ، فكان رد فعل المواطنين بالاستياء بشكل لأفت كون خدمات الشركة العمانية للاتصالات تناسبت مع مستويات دخل المواطن ، وأتاحت هامش واسع للاسر في مدينة عدن سهوله التواصل باقربائها واهاليها في الداخل والخارج بأقل كافة ، وسهلت مهمة التسويق الالكتروني عبر التطبيقات المختلفة على شبكة الإنترنت والتي يعمل الكثير فيها ، ومنحت أصحاب المشاريع الصغيرة والأصفر فرصة سانحة للترويج لمنتجاتهم عبر شبكة الإنترنت بأقل تكلفة .
ورغم الغموض الذي ساد الإجراءات الصادمة القطاع الأعمال في المحافظات الجنوبية والذي عكس غياب بيئة الأعمال الآمنة في هذه المحافظات ، ودفع إلى إغلاق خدمات شركة الاتصالات ” يو” ، إلا أن وقوف المواطنين في الدفاع عن حقهم على الحصول على خدمات هذه الشركة عكس وعياً حقوقياً واقتصادياً لدى المواطنين ، ودفع العديد من الجهات المعنية بالأمر إلى نفي أي علاقة لها بالتسبب بإغلاق خدمات هذه الشركة التي كسرت حاجز الاحتكار وقدمت خدمات منافسة لتسدل الستار عن مرحلة جديدة من التنافس على تقديم أفضل الخدمات ، فمع ارتفاع موجة الرفض الشعبي لإيقاف خدمات هذا الشركة نفت وزارة الاتصالات في حكومة معين عبدالملك ، ضلوعها وراء ماحدث من إيقاف لخدمات الاتصالات في مدينة رئيسية كمدينة عدن ، وبالمثل لم يعلن أي طرف آخر وقوفه ورأء حرمان المواطنين من خدمات الاتصالات ، الا أن ذلك التهرب لم يوقف ألاضرار الناتجة عن هذا الإجراء الذي لم يراعي حق المواطنين في الحصول على الخدمة ومصالحهم ، وعلى مدى اليومين الماضيين من إعلان الشركة ايقاف خدماتها في مدينة عدن لأسباب خارجة عن إرادتها ، مع تأكيدها بذل المزيد من الجهود لاستئناف خدماتها في اقرب وقت ممكن ، أكدت مصادر اقتصادية تراجع حركة التحويلات المالية بين المحافظات نتيجة انقطاع خدمات الشركة التي يبلغ عدد المستفيدين منها قرابة ٨٠٠ الف مواطن، القطاع المصرفي والبنكي ليس الوحيد الذي يدفع ثمناً باهض لإيقاف خدمات الشركة ، بل تؤكد مصادر اقتصادية أن الحركة التجارية بين المحافظات هي الأخرى تراجعت كما انحسر نشاط مختلف الشركات التي يعتمد نشاطها على الشبكة العنكبوتية .
ومع تزايد إرتباط النشاط التجاري والخدمي بالإنترنت وخدمة الهاتف النقال، والقطاعات الأخرى كإلمنشئات العاملة في قطاع الاتصالات والخدمات كسسوارات الهواتف النقالة وخدمات الصيانة والبرمجة، ومايضاعف خسائر قطاع الأعمال اليمني والمواطنين بشكل أكبر نتيجة ايقاف نشاط شركة “يو ” في المحافظات الجنوبية السالفة الذكر ، ارتفاع استخدام المواطنين والتجار للتقنية ومنصّات التواصل الاجتماعي في التعاملات المالية والتراسل والتواصل الأسرى ، وهو ما سيضاعف فاتورة التواصل بين الالاف من الأسر مع أهاليها في الخارج ، يضاف إلى ارتفاع فاتورة الاتصالات الدولية .
تفيد الإحصائيات إلى أن تغطية الشركات الحكومية في مدينة عدن محدودة ، وان مانسبتة 12.7% من إجمالي المواطنين في مدينة عدن تمكنوا من الحصول على خطوط خاصة بالانترنت من شركة “عدن نت ” الحكومية التي دشنت لاول مرة عام ٢٠١٨ ، كمزود وطني في عدن لخدمات الانترنت ، وتم تأسيس هذا الشركة باكثر من ١٠٠ مليون دولار ، وهي نسبة محدودة جداً مقارنه بالاموال التي رصدتها الحكومة الشرعية لتشغيل وتطوير الشركة الحكومية التي دخلت كمشغل جديد ومزود لخدمة “الانترنت ” الجيل الرابع قبل أربع سنوات، وهو ما يؤكد أن الفراغ الذي تغطية شركة “يو” للاتصالات الخليوية يبلغ قرابة ال ٨٠% ، سيما وأن هناك شركات أخرى في مدينة عدن ولحج وأبين مزود الخدمة كشركة يمن موبايل ، الا أن معدل المشتركين بالشركة الأخيرة محدود أيضاً.
قبل وبعد ايقاف نشاط وخدمات الشركة العمانية للاتصالات منتصف الأسبوع الجاري ، تصاعدت تحذيرات عدد كبير من الناشطين في المحافظات الجنوبية من إغلاق الشركة وإيقاف خدماتها كونها المزود الاوسع انتشاراً في مدينة عدن ، مؤكدين أن إجراء كهذا سيضاعف معاناة السكان ويندرج في إطار حرب الخدمات التي يواجهها سكان المدن الجنوبية ، مطالبين بتحييد القطاعات الخدمية عن أي صراعات ، خاصة وأن الأضرار ستطال المواطنين وسوف تعمق معاناتهم .
ومنذ الاثنين تم عزل عشرات الآلاف من سكان في محافظات” عدن – لحج – ابين ” ، عن العالم ، بسبب قطع خدمات الاتصالات التي تقدمها الشركة العمانية ” يو ” دون تبرير واضح من الاطراف السياسية في مدينة عدن ، وهو ما يؤكد أن اجراء ايقاف نشاط الشركة الخدمية وإغلاقها لم يستند إلى أي حسابات واسقط حق المواطنين في الحصول على أدنى الخدمات التي يقدمها القطاع الخاص ، بعد أن عجز الجانب الحكومي عن تقديمها .

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com