مسرحية أبين ومعارك كريتر وزيارة الزبيدي …علامات ودلائل لمستقبل الجنوب

 

المشهد الجنوبي الأول/تقرير خاص                                                       الجمعة19-8-2016م

بعيداً عن الحديث حول العناصر الإرهابية والعمليات الإرهابية التي نفذت هذا الأسبوع في المحافظات الجنوبية رغم كثرة عددها وزيادة إجرامها ولكن الحديث في هذا الأسبوع يتعلق بماتشهده المحافظات الجنوبية من تطورات سياسية أدخلتها في مرحلة حرجة يصعب التعايش معها وتفرض اسوأ الأحوال التي يعيشها الجنوب.
من تلك التطورات السياسية الخطيرة مادار ويدور في محافظة ابين حيث يزرع الإرهاب ويحل المجرمين وحيث يستقر من هو مسؤول عن إغتيالات وقتل القادة الجنوبيين وزعزعة الأمن والإستقرار في المحافظات الجنوبية ولكننا نتاول القضية من جانب تسهيل محافظ أبين وهادي ومن جانب فبركة المعارك ومن جانب لماذ إختفى عناصر التنظيم دون سقط جريح منهم.
حيث أعلن مساء يوم السبت 13-9-2016م تحرك قوة عسكرية من عدن الى أبين تحت مسمى تحرير المحافظة من العناصر المسلحة المنتمية لتنظيم القاعدة .
وأعلنت المصادر الإعلامية لتلك القوات أنها سيطرت على مدينتي زنجبار وجعار والحصن وتوجهت نحو شقرة وتبن لإستكمال سيطرتها على بقية مدن وأحياء المدينة .
إستكملت تلك القوات سيطرتها على بعض مدن المحافظة دون حدوث معارك مع عناصر تنظيم القاعدة ولم يسقط في معركة التحرير المزعومة عنصراً واحداً من عناصر التنظيم الأمر الذي اثار عدد من التساؤلات لدى الكثير من المحللين والناشطين والإعلامين وحتى لدى المجتمع نفسه.
واشارت تلك المعلومات ان عناصر التنظيم ربما أنهم عقدو إتفاقات مع القيادات المحلية للمحافظة ولكن لم يتم إثبات ذلك في حين رأى البعض أن عناصر التنظيم كان إختفاءهم بسهولة في منازل
وبيوت المنطقة كونهم متمكنين ومن أبناء البلدة الأمر الذي سهل لهم الإختفاء.
في الوقت ذاته صرح محافظ محافظة أبين الخضر السعيدي لوكالة رويترز أنه تم قتل مايقارب 40 من عناصر التنظيم فيما إعتبر البعض أن ذلك كذباً وزيفاً على المجتمع ولم تدور اي معارك
بين الطرفين.
من جانبه رد فتحي بن لزرق رئيس تحرير صحيفة عدن الغد على تصريح الخضر السعيدي لوكالة رويترز بمقتل 40 من عناصر التنظيم قائلاً”محافظ أبين الخضر السعيدي قال لوكالة رويترز
للأنباء ان 40 مقاتل من القاعدة قتلوا خلال عملية تحرير زنجبار وجعار اليوم الأحد.
طبعا هذا الكلام غير صحيح بالمطلق وضحايا القاعدة في العملية قتيل واحد فجر نفسه بالقرب من مدرعة .
لا ادري لمصلحة من هذه التصريحات “الكاذبة” عن مقتل العشرات من القاعدة في حين ان المحافظ أصلا ماكان عارف بالعملية ولا توقيتها ولم يكن مطلع على شيء بالمطلق .”
كما استنكر بعض الناشطين موقف الخضر السعيدي وتصريحاته الكاذبة بينما إعتبر البعض أن الخضر السعيدي متواطئ مع تلك الجماعات وحريص على حمايتهم .
ولكن الأمر أثار جدلاً بين أوساط المجتمع حيث أن الإستعدادات والتجهيزات لتلك القوات لم تثمر في القضاء على العناصر الإرهابية وأن إختفاءها بكل سهولة يحوي الكثير من العلامات
والمؤشرات الخطيرة لمستقبل المحافظة مبديين تخوفهم من معاودة تلك العناصر إنتشارها في مدن المحافظة .
وذكر آخرين أن معركة تحرير أبين المزعومة مشابهة تماماً لمعركة تحرير المكلا ولكن الفرق مشاهدة عناصر تنظيم القاعدة أثناء إنسحابهم من مدينة المكلا بينما تم إخفاء عناصر التنظيم في
محافظة أبين دون معرفة الجهة التي إختفو فيها.
وبدات حملة مداهمات مؤخراً إستهدفت منازل وبيوت المواطنين في مدينة زنجبار بحثاً عن عناصر التنظيم حيث تم مداهمة 14 منزلاً دون العثور على العناصر التي يتم ملاحقتها.
أظهرت تلك الحملة فشلها لعدم تحقيقها الهدف الذي كلفت به وتركت وضعاً سيئاً للمحافظة يمكن الجماعات المسلحة التابعة للتنظيم إقتحامها في الوقت المناسب لهم
الجدير في ذلك أن هادي ومحافظ أبين ليس لديهم أي معلومة حول تحرك تلك القوات نحو أبين ولم يدرك السعيدي الا بعد أن تم توجه القوات الى مدن المحافظة وبعد ذلك وأثناء إغلاق منافذ محافظة أبين حاول محافظ المحافظة الخضر السعيدي دخول المحافظة ولكن قوات الحزام الأمني منعته من الدخول الأمر الذي أثار الجدل في أوساط المجتمع الجنوبي والذي أثبت أن قوات التحالف هي من تحكم الجنوب وليس أبناء الجنوب هم من يحكمون أنفسهم.
وهناك قضية أخرى شهدتها عدن ولكنها قضية تحمل حجماً أكبر من سابقاتها كونها تركت طابع سيئ بين المقاومة والحزام الأمني ونشبت خلافات عميقة المستوى بين الطرفين أسفرت عن معارك طاحنة ببين الطرفين حيث من المحتمل أن عيدروس انها أجبرت عيدروس الزبيدي التوجه نحو الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية لحل الخلاف الدائر بين النقاومة والحزام الأمني بعد تأكده من انهم يستطيعون فعل ذلك
حيث عاودت جماعة مسلحة عصر يوم السبت سيطرتها و التمركز في مبنى المكتبة الوطنية الواقعة وسط مدينة كريتر بمحافظة عدن والتي تم تأهيلها مؤخراً بتمويل إماراتي من قِبل مؤسسة أم الإمارات الشيخة فاطمة، كما حاول أفراد المجموعة المسلحة إغلاق المحلات التجارية، لأسباب مجهولة.
وقد كانت قوات أمنية شنت حملة أمنية على المسلحين المسيطرين على المكتبة الوطنية وأعلنت القوات الأمنية أنها تمكنت من طرد الجماعات المسلحة.
توتر أمني في مدينة كريتر
توتر أمني في مدينة كريتر
بالمقابل عبّر سكان وأصحاب المحلات التجارية عن استيائهم من ممارسات الجماعة المسلحة ومحاولة المسلحين إغلاق المحلات التجارية، وسط صمت السلطات الحكومية والأمنية، كما رفض أصحاب المحلات التجارية الانصياع للمسلحين الذين يطوفون الشوارع وهم يحملون الأسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية.
وفي اليوم التالي دارت اشتباكات بين الحزام الأمني ومسلحين يعتقد إنتماءهم للمقاومة الجنوبية في سوق القات بمدينة كريتر أعقبه إقتحام لمبنى برج التأمينات بالمدينة وإصابة مدير المبنى وحجز حراسته وفي نهاية المطاف خرج اللواء شلال شايع بحملة أمنية لضبط تلك العناصر ولكن سرعان ما جلب حالت الطوارئ في المدينة وزادت التوترات الأمنية إستمرت لمدة ثلاثة أيام ولازالت هناك توترات ملحوظة بين الجانبيين.
وأثناء إعتداء الجماعات المسلحة وإقتحامها مبنى برج التأمينات وجرح مدير المبنى أطلق مدير عام مديرية كريتر ” خالد سيدو” تحذيراً عقب الواقعة مطالباً السلطات المحلية بالتدخل العاجل لوقف ما أسماه حالة الانفلات والفوضى التي يتسبب بها مسلحون محسوبون على المقاومة .

قوات عسكرية

الزبيدي والسلطات المحلية نظرو للأمر بنظرة الخطورة التي تتمثل بالقضاء على قوة بشرية جنوبية من خلال الخلافات والنزاعات ومحاولة بروز كل منهم الى على الآخر ولذلك لجأ الزبيدي الى التوجه الدولتين المسيطرتين على الوضع في الجنوب والمتحكمتين بإدارته حسب ما ذكره محللون وناشطون.
من جانب آخر كما ذكر بعض المراقبون أن الخلافات الدائرة بين الإمارات والسعودية تسببت في وضع الجنوب بمنعطف خطر للغاية حيث زرعت كل منهم عناصر مندسة بين المقاومة الجنوبية وقوات الحزام الأمني تتسبب في خلق المشاكل وإثارة الفوضى بين الطرفين.
زيارة الزبيدي لكلتا الدولتين من أجل التوصل الى حل يجنب عدن خاصة والمحافظات الجنوبية عامة تلك الصراعات التي فقد خلالها الكثير من القيادات الجنوبية والتي تشير الى مستقبل مجهول أو كما يوصف بالمستقبل الخطيرر .
زيارة الزبيدي لتلك الدولتين من أجل إحلال السلام في مدينة كريتر والقضاء على المشاكل في المنصورة وايقاف الإشتباكات في البساتين.
وتركز الزيارة إيضاً لدعوة الزبيدي مسؤولي الدولتين بدعم الجانبي الإقتصادي في عدن والذي اتفق عليه سابقاً ولكن بمجرد خروج الجيش اليمني منها علقت تلك الوعودات وأصبحت كالسراب في حين يعيش ابناء عدن أسوأ الأحوال في تأريخه.
ناشطين ومحللين يترقبون عودة الزبيدي من الرياض وماذا يحمل لمحافظةعدن ؟ هل سيحمل السلام وإنهاء النزاع الأمني بين القوات الجنوبية؟ أم انه سيعود خائباً وبالتالي نرتقب إستقالات مباشره سوف يقدمها مع المخلصين الحقيقين من السلطة المحلية بعدن.
You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com