من يجرؤ على الكلام والاقتراب من عُـش الدبابيـر؟!
صلاح السقلدي
ليست المرّة الأولى التي تحدث فيها عملية تسلل لعناصر إرهابية من محافظة البيضاء باتجاه الضالع عبر مديرية الشعيب المحاذية لمحافظة البيضاء من الجهة الشمالية، ففي عام 2012م وتحديداً في شهر يوليو، في غمرة الحرب ضد ذراع تنظيم القاعدة أو ما يُـعرف بـــ( أنصار الشريعة) في محافظتي أبين وشبوة تسللت مجموعة هاربة (١٢عنصراً) إلى الشعيب بواسطة “باص” أقلّهم في ذلك الحين، وحدثت حينها إشكالية مشابهة لما حدث اليوم، حين رفضت تلك العناصر تسليم أسلحتها للأمن واللجان الشعبية المحلية في ذلك الوقت، مع فارق أن عدد الضحايا كان (قتيل من العناصر المتسللة، وقرابة جريحين من شباب المنطقة) فقط، وطريقة التعامل مع تلك العناصر حينها كانت أكثر احترافية برغم شحة الإمكانيات الأهلية مقارنة مع ما حدث اليوم من خطأ أمني كارثي أدى إلى مذبحة، بل سقطة أمنية بكل المقاييس، وفي ظل إمكانيات لا بأس بها.
وتبقى الثغرة الأمنية التي تتسلل منها هذه العناصر (من اتجاه محافظة البيضاء) باقية على حالها وتتسع أكثر مما كانت عليه عام 2012م، وطريقة التعامل معها تزداد انحدراً نحو الأسوأ، برغم أنه يجب أن تكون أفضل، بعد أن صار للمديرية وللمحافظة قوات أمنية خاصة بها، قياساً بما كان عام2012م، كان حين معظم القيادات والأفراد من خارج المحافظة. وهذا يشي بأن القوات الأمنية اليوم بالمحافظة – على كثرتها وتعدد مسمياتها وانتمائها الجغرافي للمحافظة – تعاني من فشل وخلل واضحين لا يمكن التستر عليهما أو مداراتهما أبداً، يتكشف هذا بوضوح عند كل امتحان أمني، وبحاجة إلى ثورة تصحيح بعيداً عن أساليب الولاءات والتقاسم.
فضلاً عن الخطر الأمني الكامن الذي يتربص بهذه المحافظات كقنبلة مسكوت عنها، ومنها محافظة الضالع يظل هو التحدي الأبرز في الحاضر والمستقبل، ونعني هنا مصانع تفريخ التطرف وتفقيس بيضه التي تتم على مرأى ومسمع من الجميع دون أن ينبس أحد ببنت شفة إزاءها بالمحافظة، والمتمثلة بما يعرف بـ(المعاهد الدينية)، دون رقابة من أحد، لا من جهة أمنية أو تعليمية او إرشاد، سوى رقابة وإشراف الجهات الممولة من هناااااااك، والتي تنشط عند كل استحقاقات وتحركات سياسية، كما عودنا الممول دوماً، فلم تتدفق هذه الجماعات على الضالع من خارجها إن لم تكن قد أوجدت لها موطئ قدم من قبل.
فمن يجرؤ على الكلام والاقتراب من عش الدبابـير؟!