خسائر الجنوبيين من نتائج مشاورات الرياض 2
سالم صالح بن هارون
أولا: هناك خمسة من المجلس الرئاسي هم ممن صنعوا الأزمة، منذ الأيام الأولى للوحدة كأفراد أو كاحزاب، وهم رشاد العليمي رئيس المجلس، وطارق محمد عبدالله صالح، وعبدالله العليمي، وسلطان العرادة، وعثمان مجلي، أي إن الأغلبية في المجلس لصالح صناع الأزمة اليمنية، أي إننا لا نستطيع إيجاد أي حلول على مستوى اليمن، في ظل وجود أغلبية من صناع الأزمة في المجلس الرئاسي.
ثانيا: أن قرار تكوين المجلس الرئاسي، يصب في مصلحة الشماليين، فالحوثي مستولي على الشمال ولا يمكن إن يتنازل عنه، أي أن لا نفوذ للمجلس الرئاسي على الشمال، وإن نفوذه فقط على الجنوب بأغلبية شمالية مناطقية وسياسية، أي إن المجلس الرئاسي، عملية احتيال على الجنوبيين لمشاركتهم السلطة على الجنوب، أما الشمال فهو في أيدي شمالية حوثية أمينة، وهذا الأمر يشكل خسارة للجنوبيين.
ثالثا: إن عامل الوقت هو لصالح الشماليين، لكونه يخدمهم من حيث تغيير الطبيعة الديمغرافية للجنوب، ومن حيث العمل على إعادة توحيدهم وحل خلافاتهم، ليصبح استيطانهم في الجنوب أمر واقع من الصعب تغييره مستقبلا، أي إن مشاورات الرياض لم تحدد أي سقف لحل القضية الجنوبية، وهذا الأمر يشكل خسارة بالنسبة للجنوبيين .
رابعا: إن إشتراك الجنوبيين في المجلس الرئاسي اليمني ، يعيد الجنوبيين مرة أخرى إلى يوم نكبة 22 مايو 90 ، وللأسف إن القيادات الجنوبية لا تستفيد من دروس التاريخ ، والا لفهمت إن اشتراكها في المجلس الرئاسي ، سينتج عنه أزمات أشد من الأزمات التي حدثت بعد الوحدة ، والتي آثارها مستمرة حتى اليوم .
من هذه المعطيات يظهر لنا، إن نتائج مشاورات الرياض 2، تشكل خسارة فادحة بالنسبة للجنوبيين، وإن المستفيد من نتائج مشاورات الرياض 2 ، هم الشماليين والجانب الدولي والإقليمي فقط ، أما الجنوبيين فقد كرروا خطأ استراتيجي آخر ، بقبولهم بنتائج مشاورات الرياض 2 ، إلى جانب الخطاء الاستراتيجي الأول ، والذي يتمثل في التوقيع على إتفاق الرياض 1 ، ومشاركة الإنتقالي في حكومة الشرعية اليمنية .
وفي تقديري ، إن الخروج من هذا المأزق الذي وضع الجنوبيين أنفسهم فيه ، يتطلب منهم إجراء حوار جنوبي جنوبي من أجل وحدتهم ، والعودة إلى المسيرات والمليونات السلمية المطالبة باستعادة الجنوب فورا ، على حدود ما قبل 22 مايو 90 ، وتحريك القضية الجنوبية على المستوى الدولي والإقليمي ، بما في ذلك هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن ، وتشكيل فريق تفاوضي جنوبي ، من كل المكونات التي تعمل على إستعادة الجنوب ، على حدود ما قبل 22 مايو 90 .