أصبح الضمير الحي هو المطلوب في هذا الزمن الذي تبدلت فيه ضمائر الناس وأخلاقهم فأصبح صاحب الضمير الحي مثل الذهب في كومة من القش وحوله من ماتت ضمائرهم فأصبحوا أدوات هدم وتدمير .
فتراهم يسرقون ماليس لهم ويقطعون الطرقات والكهرباء والافضع إن يوصل بهم الحال إلى قتل النفس التي حرم الله مقابل حفنة من المال بل والعجيب إن من ينهب ويسرق ويحلل ما فعله انه من أموال الدولة .
أليست أموال الدولة هي أموال الشعب المسكين وأول من يتأثر بهذه الأعمال هو الشعب أكثر من الحكومة فمن يسرق مولدات الكهرباء يبكي الشعب من حر الصيف ومن يسرق المعونات الإنسانية ومن يقطع الماء ومن يبتز ويحتكر ويتاجر برواتب الناس فكل هذه الإعمال تزيد من أوجاع الشعب المغلوب على أمره .
ومن جهة أخرى الشعب يتحمل بعض المسؤولية لأنه يرى السارق ولا يقول له قف عند حدك يرى المجرم ولا يبلغ عنه يرى قاطع الطريق والماء ويغض الطرف عنه .
فمتى يتعلم الشعب انه هو الحكومة وان الحكومة بدون شعب واعي يريد مصلحته لا تساوي شيء فهذه دولة سنغافورة التي كانت في سبعينيات القرن الماضي من اشد دول أسيا تخلفا وفقرا بل وصل الأمر إن الشعب كان يعيش وسط المجاري وكانت معدلات الجريمة والسرقة والاغتصاب مرتفعة جدا.
ولكن سنغافورة اليوم من أغنى دول العالم اقتصاديا وتكنولوجيا بالرغم من عدم تصديرها للنفط والغاز لشحه وجوده في أراضيها فما الذي جعلها تتحول هذا التحول الخرافي أنها الحكومة بمساعدة الشعب فعملت الحكومة على تنمية الإنسان أكثر من البنيان وعمل الشعب على مساعدة الحكومة بتغيير سلوكه واتجه إلى العلم والنظام والقانون .
وتعتبر سنغافورة من أكثر دول العالم سنا للقوانين فمن يكسر كرسي في إي حديقة أو طريق عام يتعرض للسجن ودفع غرامة مالية بل وصل الأمر إلى منع تناول اللبان ( الشنجم ) في الطرقات العامة والشوارع والجامعات لأنها تسبب أوساخ وتكلف خزينة الدولة مبالغ كبيرة عند تنظيف الشوارع يوميا .
فهل الشعب أعترض أو رفض هذه القوانين بل قام بمساعدة الدولة ونشر هذه القوانين لكل أجنبي يدخل بلادهم وفي الأخير إذا أردنا أن نعيش مثل شعوب العالم علينا أن نتعلم إن الشعب هو الحكومة والحكومة هي الشعب وكل واحد يكمل الأخر وكما قال المثل الشعبي اليد الواحدة ماتصفق