الجيل الثاني من نظام عفاش يحاول إعادة نفوذه في الجنوب بدعم إماراتي
المشهد الجنوبي الأول / تقرير
بعد وفاق لم يدم طويلاً، انفجر الصراع بين المجلس الانتقالي الجنوبي وجناح عفاش في حزب المؤتمر الشعبي العام، رغم أن كلاهما مدعومين من الإمارات.
لم يكن يتوقع أحد من قيادات المجلس الانتقالي أن الضغوط الإماراتية على المجلس لتقبل فكرة التحالف مع طارق عفاش تحت غطاء السماح لقواته بالاشتراك في القتال ضد الإصلاح لتحرير محافظة شبوة، هذه الضغوط تقول قيادات في الانتقالي بأنها لم تكن تتوقع أن تصبح هي نقطة البداية لمسلسل سحب البساط تدريجياً من الانتقالي الجنوبي وتسليمه للجيل الثاني من القوى شمالية التي لها تاريخ أسود وأحداث ضد الجنوب وأبنائه خلال العقود الماضية لا تزال حاضرة في ذاكرة الجنوبيين.
الغريب هو مدى الوقاحة والفضاضة التي يبديها قيادات المؤتمر وناشطيه وسياسييه ووسائل إعلامه من جناح عفاش ضد المجلس الانتقالي الجنوبي بسبب قيام فصيل من المجلس باقتحام مقر المؤتمر في التواهي بمدينة عدن، وهو أقل إجراء يتخذه الانتقالي فقط للتلويح للمنتشيين الجدد القادمين إلى السلطة على ظهر المدرعات الإماراتية ويريدون إزاحة أصحاب الحق من أرضهم.
من بدأ باستفزاز الانتقالي هو المؤتمر بجناح عفاش عبر تدشين طارق مكتبه السياسي التابع لما يسمى “المقاومة المشتركة” في مدينة عتق بمحافظة شبوة، في إشارة واضح وخطوة تمهيدية لإعادة المؤتمر إلى الواجهة من جديد في الجنوب لإكمال مسيرة ما بدأه الجيل الأول في المؤتمر وحليفه السابق واللذين شكلا معا ما يعرف بنظام (7/7) الذي استباح أرض الجنوب بعد حرب صيف 94م واستباح قادة ذاك النظام ثروات وممتلكات الجنوب، ويريد الجيل الثاني من هذا الحزب العودة من جديد إلى السلطة تحت غطاء التحالف السعودي الإماراتي.
يؤكد سياسيون جنوبيون إن مخطط الإمارات لإعادة تيار عفاش إلى السلطة في الجنوب وإزاحة المجلس الانتقالي الجنوبي ليس مجرد تكهنات فجميع الدلائل والمؤشرات تؤكد هذه الحقيقة، ففي محافظة أبين يجري العمل على قدم وساق على إعادة تفعيل حزب المؤتمر وإعادة تنشيط فرعه في هذه المحافظة، وقد بدأ الفرع بتسجيل أعضاء جدد في الحزب من الموالين لجناح عفاش والإمارات تمهيداً لمرحلة قادمة يبرز فيها المؤتمر سياسياً واجتماعياً في أبين إلى جانب شبوة، وهو ما يستدعي من الانتقالي عدم التزام الصمت والإسراع في قطع رأس الأفعى قبل أن يحدث ما لا يحمد عقباه ويصبح المجلس الانتقالي الجنوبي أثراً بعد عين.