دعوات إخوانية مشبوهة لتدخل دولي في عدن
المشهد الجنوبي الأول _ متابعات
فضحت حملات إخوانية مستمرة منذ عدة أيام في أعقاب أحداث خور مكسر، حجم الاستهداف الذي تنفّذه الشرعية بالعاصمة عدن في إطار مخطط ضرب الجنوب، وهي حملات تزداد ضراوة مع حجم الانتصارات التي يحققها الجنوب على مختلف الأصعدة سواء سياسيًّا أو عسكريًّا.
بدون خجل أو مواربة، أطلقت الأبواق الإعلامية التي تديرها خلايا مشبوهة تقيم في قطر وتركيا وتتلقى تمويلات منهما، دعوات لتدخل دولي في العاصمة عدن، بمبرر واهٍ ساقه هؤلاء العناصر وهو حمايتها بعد أحداث خورمكسر.
وعلى الرغم من أنّ اندلاع حدث أمني كما جرى في خورمكسر أمرٌ وارد الحدوث في أي مكان، وأنّ التعامل الجنوبي معه كان حازمًا حاسمًا، إلا أنّ الشرعية عملت على تضخيم الأمور وحرّكت أذنابها ليس فقط لإطلاق شائعات عن الأوضاع على الأرض، بل وصل الأمر إلى المطالبة بـ”تدخل دولي”.
الدعوات الإخوانية فضحت جانبًا من مؤامرة الشرعية على الجنوب، وهي محاولة جر الصراع إلى قلب العاصمة عدن، لتكون هي بؤرة الأحداث، فالشرعية مثلًا لم تطلب تدخلًا دوليًّا (بنفس صيغة حملاتها) لتحرير صنعاء وإنقاذها من بين فكيّ الحوثي، لكنّ تسعى لتدخل دولي في العاصمة، لا يُعرف لحمايتها من ماذا.
حملات الإخوان ضد العاصمة عدن، وثقت جانبًا من حقيقة أن بوصلة الشرعية هي عدن وليست صنعاء، وأنّ معاداة الجنوب وإسقاط عاصمته عدن سيظل الهدف الذي تسعى من أجله، فالشرعية بعدما فشلت في النيل من عدن عسكريًّا ذهبت إلى إشعال حرب نفسية قوامها الضغط السياسي وإطلاق الشائعات، في محاولة لإيجاد مدخل للتوغل للعاصمة.
في مثل هذه الحالات، لا تكتفي الشرعية الإخوانية بحملات التحريض أو إطلاق مثل هذه الدعوات، لكنّها تعمل في الوقت نفسه على التواصل مع منظمات دولية لإيهامها بأنّ الأوضاع في عدن ليست مستقرة، وأن هناك حاجة لتدخل دولي للسيطرة عليها.
وتستغل الشرعية أن هناك اختراقًا إخوانيًّا للكثير من المنظمات التي ترفع شعارات حقوق الإنسان على مستوى العالم، وتصدر تقارير مكذوبة عن خصوم تنظيم الإخوان، ومن ثم تعمل الكتائب الإلكترونية الإخوانية على التواصل مع هذه المنظمات للتنسيق فيما بينها قبل إصدار هذه التقارير المشبوهة عن الأوضاع في الجنوب.
وترى الشرعية أنّ إسقاط العاصمة عدن، سيكون الضمانة الرئيسية لها للسيطرة على الجنوب بشكل كامل، وسُمعت أصواتٌ إخوانية في هذا الصدد تُحرِّض بشكل واضح على إشعال الحرب في عدن، والعمل على إثارة اقتتالات وصراعات مسلحة، في محاولة لتشويه صورة الجنوب بقيادة المجلس الانتقالي.
مطالبة الإخوان بتدخل دولي في عدن ليست الأولى من نوعها، فأبواق الشرعية تستغل أي حدث لإثارة هذه النقطة على وجه التحديد، ولعلّ ما يفضح حجم المؤامرة الإخوانية في هذا الصدد أنّ الدعوات الخبيثة التي يتم ترديدها في هذا الصدد، تأتي في وقت تعتبر فيه الشرعية هي المتورط الرئيسي في إثارة أي فوضى أمنية في الجنوب، بما في ذلك في العاصمة عدن، عبر عناصر من خارجة عن القانون تزج بهم الشرعية لتنفيذ هذا المخطط المشبوه