مدراس عدن.. انقطاع كهرباء وعطل مراوح وفساد ضمائر ومن وراء ذلك حصار سعودي جائر
د. عبده يحيى الدباني
هو الجيل الذي ولد عشية العاصفة يلج المدارس هذا العام بعد سبع من السنين عجاف كوالح من الحرب والدمار والحصار من غير أن يأتي بعده عام (فيه يغاث الناس وفيه يعصرون) . لقد عصرتنا الحرب عصرا واثخنت فينا الجراح بعد أن كانت عاصفة الحزم حلماً صارت كابوساً مزلزلاً مثلها مثل الوحدة المسماة بالوحدة اليمنية التي سماها الشاعر البردوني ( مؤامرة ) فكان ذلك حقا .
ها هو الجيل المستجد هذا العام يدخل المدارس وهي أشباح .. يتصببون عرقاً بعد أن تصبب آباؤهم دما وأمهاتهم دموعاً ..هم وأجيال ودفع ممن قبلهم ، كنا فرحنا عندما وجدناهم يجوبون الشوارع ببزاتهم المدرسية وحقائبهم الجميلة حتى إذا كانت من صنع الأسر قليلة الحيلة من اكياس او من قماش او سلل كان فيها أرز او سكر او غير ذلك ..فرحنا بهم ولهم وهم يستوقفون سياراتنا دون خوف او وجّل ويرددون بأصواتهم العذبة( معك معك يا عمو معك تعبيرة ) بكل ثقة وبراءة .
الله ما أجملهم وأحلاهم ، فهم يستحقون أن نضحي من أجلهم ولكن بالعكس صاروا هم الضحايا .
فما إن بدأوا يدرسون حتى بدأ التلويح بوقف الدراسة يبرز كالوحش فاتحا فاه ،فلا كهرباء ولا مراوح إذا ما اشتغلت الكهرباء وغيرها من التجهيزات بعد خمسة أشهر من العطلة والتعطيل لم تتهيأ المدراس لاستقبال أبنائها وبناتها، ومرة يقولون سيكون تعليق الدارسة بسبب وباء كورونا ويصرح آخر ان التعليق سيكون بسبب إضراب المعلمين وهكذا .
فما إن بدأت الدارسة حتى توقفت، يدرسون يوما ويعطلون أسبوعا والذي صنع أسباب التعطيل هو الذي يعلن التوقف والتعليق ، تعددت الأسباب والتجهيل واحد، فقد تكون الأسباب وجيهة ولكن من الذي صنعها ومن الذي لم يعمل على معالجتها وتجاوزها . فواا حسرتاه على عدن وعلى التعليم فيها وابيضت عيوننا من الحزن وتجهمت الايام في وجوهنا !!
تلاميذ الجنوب أكثر معلميهم في الساحل الغربي وغيرها من الجبهات وتلاميذ الشمال تلقنهم الجماعة الحوثية خزعبلات المذهب الشيعي الاثني عشري .
أضحى الوضع لايطاق على كل مستوى، اختفى الكتاب وظهر الخراب واقترب يوم الحساب!! مجتمع دولي اوكل امرنا إلى دولة ظالمة حاقدة هي سبب المشكلة وليست جزءا من الحل ولا ينبغي لها ذلك، وماهذا الفصل السابع الذي ادخلنا في سبع وسبعين داهية او كما يقول اهلنا في الريف أدخلنا ( جحر الحمار الداخلي ) .
لا نستيطع في هذا المقال المشتعل غيظاً أن نقصر الحديث على التلاميذ ومآساتهم فالشيء عند الشيء يذكر وإنما الأمور بأسبابها .
فكيف لنا أن ننتظر حلولاً و مخارج من رئاسة وحكومة قابعتين في الرياض عاصمة الدولة التي تحاصر البلاد والعباد وتصنع المآسي في الشمال والجنوب منذ اوصاهم كبيرهم بسحق اليمن لكي يظل عرشهم بسلام ، فما هذه الوصية الشيطانية ذات الصبغة الصهيونية اعاذنا الله تعالى ؟؟
لقد اغتالت رؤساءه واشترت ذمم وجهائه وزحفت على مساحات شاسعة من أرضه واغتصبت شمال شماله وربت عندها أفاعي من أبنائه لوقت الحاجة واوقفت استكشاف واستثمار ثرواته واخيرا فعلت مافعلت وماتزال وماخفي كان اعظم .
وها نحن قد وصلنا إلى حرب الكل ضد الجميع نحمي حمى الجارة ونقتل بعضنا بسلاحها، نحمي جنوبها بينما هي تسحق جنوبنا لتمكن عملاءها منه مع أن جنوبها هو شمال الشمال حقا واصلا وغربها هو شرق الجنوب في الأصل والحق وكذلك هي في شرقها وشمالها مستأثرة محتلة زاحفة مشبوهة المنشأ والوسيلة والغاية .
سلاما عليكم تلاميذنا الأحباء ومدارسكم تتهيأ لتوصد أبوابها في وجوهكم البريئة مع أنكم لستم في منأى من الحر والحرب والوباء حتى وأنتم في منازلكم فالحال من بعضه ، وحتى عندما تدرسون فإن كراريسكم تعود بيضاء مثل قلوبكم كما حملتوها صباحا تجرونها جرا إلى المدرسة فقد كثرت الدفاتر وعلا سعرها بينما غاب المعلمون وليس ثمة جدوال تنظم الحصص بل ليس هناك حصص اصلا إذا حصحص الحق، مع تقديرنا الكبير لكل مدرسة قامت بواجبها ولكل معلم ومعلمة استشعر مسؤوليته المقدسة .
عذرا احبابنا، فقد صرنا جميعا في وضع تاريخي غير مسبوق وعلى مشارف ثورة شاملة تطهرنا من العار والشنار والله المستعان