تجاهل الشرعية هجوم زنجبار الإرهابي.. يوثق الاتهام لها بتدبير الجريمة
المشهد الجنوبي الأول _ متابعات
تجاهلت الشرعية الإخوانية التفجير الإرهابي الذي استهدف شاحنة تقل عددًا من رجال القوات المسلحة الجنوبية، ولم تصدر أي إدانة للهجوم الغاشم؛ الأمر الذي يقدم دليلًا دامغًا على وقوفها وراء مثل هذه الاعتداءات الإرهابية.
التفجير نفذته عناصر إرهابية، تتبعت شاحنة تقل عددًا من جنود قوات اللواء الثالث دعم وإسناد في مدينة زنجبار، وتركت دراجة مفخخة بالقرب من موقع توقف الشاحنة، ما أسفر عن استشهاد سبعة جنود وإصابة 25 آخرين.
وسرعان ما وُجِّهت أصابع الاتهام للشرعية، التي أغرقت محافظة أبين بالكثير من العناصر الإرهابية، تم تحشيدها في معسكرات تتبع الشرعية، وتنتشر على وجه التحديد في مديريات الوضيع ومودية ولودر وأحور والمحفد، علمًا بأن جميع هذه العناصر يتبعون ويخضعون لسيطرة قوات الشرعية.
حتى الآن، لم تصدر أي إدانة من قِبل الشرعية لهجوم زنجبار الإرهابي، وليس من المتوقع أن يصدر هذا الموقف، باعتبار أن الشرعية هي المتهم الأول والرئيسي بالوقوف وراء هذه الهجمات، وهي اتهامات توجهها القوات المسلحة الجنويبة للشرعية بشكل رسمي.
ولعل ما يعزز الاتهامات بشكل مباشر للشرعية هو موقفها من العمليات الإرهابية حال حدوثها في الشمال من قِبل المليشيات الحوثية، إذ تخرج عشرات البيانات ومئات التغريدات لإدانة كل هجوم حوثي، مقابل التزام صمت يُوصف بـ”المدقع” تجاه أي هجوم إرهابي يتعرض له الجنوب وقواته المسلحة.
يُستدل على ذلك مثلا بوزير الإعلام اليمني المدعو معمر الإرياني، الذي تجاهل بشكل تام هجوم زنجبار الإرهابي ولم يتطرق للحديث عنه، ولو على سبيل محاولة ما يوصف بـ”غسل سمعة الشرعية”.
الإرياني الذي يُوصف من قِبل عديد النشطاء بأنه “وزير التغريدات”، يُظهِر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، تغريدات تتعلق بما يرتكبه الحوثيون من جرائم واعتداءات، والمواقف الإقليمية الرافضة لإرهاب المليشيات، لكن الوزير الموالي لتنظيم الإخوان – مصلحة أكثر من أن يكون فكرًا – تجاهل الهجوم الإرهابي ضد القوات المسلحة الجنوبية، ولم يعلق على الحدث ولو من باب الإنسانية.
مواقف الشرعية في هذا الصدد لا تثير استغرابًا بالنظر إلى كونها متورطة بالأساس في ارتكاب هذا الهجوم، الذي تزامن مع جهود سياسية تبذل في السعودية من أجل استكمال بنود اتفاق الرياض، إلا أن مثل هذه الاعتداءات تمثل محاولة لإفشال هذا المسار.
عسكريًّا، استغلت الشرعية الجمود الناجم عن عرقلتها مسار اتفاق الرياض في العمل على نشر وإعادة تموضع العناصر الإرهابية في شبوة وأبين بصورة غير مسبوقة، حسبما أعلن الناطق باسم القوات المسلحة الجنوبية.
ومن خلال قبضة الشرعية على شبوة وأجزاء من أبين، نشطت تحركات العناصر الإرهابية، حيث تنطلق عناصر تنظيمي داعش والقاعدة من داخل معسكرات الشرعية لتحقيق أجندات سياسية لأطراف وصفها متحدث القوات المسلحة الجنوبية بأنها لطالما رفضت وعطلت كل فرص السلام.
ويشهد جبل عكد، الواقع على بعد 12 كيلو مترًا شرقي لودر، توافدًا مستمرًا لعناصر تنظيم القاعدة، وهذه المنطقة تضم معسكر مايسمى باللواء الثالث حماية رئاسية الذي يقوده الإرهابي المدعو لؤي الزامكي.
وظهرت أيضًا تحركات مريبة لتنظيم القاعدة في مناطق وادي ولعة والحصن غرب مدينة لودر، وكذا في وادي كيران بمديرية مودية، كما تم استحداث مقر للتنظيم الإرهابي في وادي لالة بمديرية الوضيع، مع نصب نقطة تفتيش قرب المدخل الرئيسي المؤدي إلى هذا الوادي.
وفي نهاية مايو الماضي، أعلنت مصادر ميدانية رصد وصول تعزيزات من عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي، إلى قرن الكلاسي وشقرة، عبر معسكراتها الواقعة في مناطق سيطرة مليشيا الشرعية.