تتواصل رحلات الموت الإفريقية إلى اليمن عبر سواحلها المفتوحة غربا وجنوبا لتشكل معضلة كبرى فى بلد يفتح أبوابه للقادمين، على الرغم من أنه يمر بظروف استثنائية عنوانها غزوا المحافظات الجنوبية بتسهيل من قوى التحالف ، حيث يرجع السبب الأزمة الاقتصادية التي طحنت الصومال وانتشار البطالة والفقر.
ومنذ انهيار الأوضاع فى الصومال مطلع التسعينيات من القرن الماضى واليمن يمثل وجهة النازحين
هربا من الحرب الأهلية، أو أملا فى الحصول على لجوء إنسانى أو الحصول على فرص حياة أفضل فى إحدى الدول الخليجية، ويشكل الإثيوبيون والإرتيريون رقما مهمًا فى إحصاءات النازحين فى اليمن، الذين يقدر عددهم بنحو مليونى شخص تضمهم مخيمات لجوء ومدن اليمن الرئيسية.
وتتحولمشكلة اللاجئين من موضوع هروب وقدوم إلى اليمن، باعتبار اليمن منطقة ترانزيت إلى أن يصلوا إلى الدول المجاورة وبالذات المملكة العربية السعودية.
وتمتد مخاطر اللاجئين فى اليمن إلى تورط عدد منهم فى زعزعة الأمن والاستقرار اليمنى، خصوصا بعد مشاركتهم فى العمليات الإرهابي التى دارت فى محافظة أبين منضمين الى أنصار الشريعة التابعين للقاعدة،
حيث و إن أعداد الوافدين من القرن الأفريقي يشهد ارتفاعا غير مسبوق منذ بداية الأعوام الماضية، في حين وصل أعداد الوافدين المسجلين خلال عام 2011 ما يزيد على 107.532، الغالبية العظمى منهم إثيوبيون، وهم 84376 لاجئ. و أن معظم هؤلاء اللاجئين هم مهاجرون يأتون إلى اليمن بهدف البحث عن فرص عمل أفضل أو للعبور منها إلى دول الجوار، وبالأخص إلى المملكة العربية السعودية، بينما عدد قليل منهم يأتون هربا من الصراعات في بلدهم كما هو الحال في الصومال.
وهذا التدفق الكبير يمثل عبئا كبيرا على اليمن والمفوضية ترى أنه ليس بمقدور اليمن وحده أن يعالج مثل هذه القضية، وأن الأمر يستدعي تعاون المجتمع الدولي والإقليمي من أجل معالجة هذه المشكلة.
وتقدر الحكومة اليمنية أعداد اللاجئين والمهاجرين القادمين من الصومال وإثيوبيا وإريتريا بمليون ومائتي ألف لاجئ، في حين تشير إحصائيات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إلى أن عدد المسجلين في كشوفها يبلغ 242 ألف لاجئ، غالبيتهم من الصوماليين )