انقلاب على الرئيس هادي يقوده الأحمر في الرياض
المشهد الجنوبي الأول _ متابعات
قالت مصادر يمنية وثيقة الاطلاع في العاصمة السعودية الرياض إن نائب الرئيس اليمني والجنرال الإخواني علي محسن الأحمر، ترأس اجتماعاً رسميا هو الأول له، بعد إطلاق السعودية مبادرة لوقف القتال في اليمن والدخول في مفاوضات مع الحوثين، وقد عقد الاجتماع بحضور رئيس حكومة المناصفة معين عبدالملك، ووزير الدفاع محمد المقدشي، بالإضافة الى مسؤولين (جميعهم شماليون).
وأكدت المصادر ان الاجتماع الذي عقد في مبنى وزارة الدفاع السعودية، يمثل انقلابا على الرئيس عبدربه منصور هادي فعليا ورسمياً، وسحب البساط من تحت اقدامه كرئيس معترف به دولياً”.. مشيرة إلى أن الاجتماع فجر خلافا بين اتباع هادي والأحمر الذي أكد ان الاجتماع مهم وانه كان لا بد ان يعقد (شماليا) لبحث إمكانية مواجهة الحوثي، على الرغم من ان هناك مبادرة مطروحة للحل وانهاء القتال، وهو ما يعني ان المبادرة تضمن للحوثيين البقاء كسلطة أمر واقع في شمال اليمن.
وبحسب المصادر فان اجتماع التكتل الشمالي الأول، بحث ثلاثة ملفات رئيسية.
الملف السياسي
وناقش الأحمر مع معين عبدالملك ووزير الدفاع القضايا السياسية، وأطلعهم على المخاض الذي سبق الإعلان السعودي عن مبادرة وقف اطلاق النار في اليمن، مؤكدا ان الجميع يجب ان يتحدوا للدفاع عن مستقبل اليمن من أي مشاريع تقسمية؛ في إشارة الى ان الحرب القادمة ستكون مع الجنوب فيما اذا نجحت الجهود السعودية في انهاء الحرب. ولفت الأحمر الى ان إيقاف القتال لا يعني انتهاء الحرب، بل ان الجميع يجب ان يعملوا لمعالجة اثار الحرب وهي حرب أخرى، قال ان على الحكومة وكل الوطنيين خوضها حتى تخرج اليمن من أزمتها. وأكد ان الجميع متفق على بقاء اليمن موحداً وهذا هو الأهم، ودون الوحدة اليمنية لن يستقر اليمن ولن ينعم الجيران بالأمن والاستقرار، على اعتبار ان الثروات في الجنوب، وان حرمان الشماليين من الموارد النفطية سيدفع الشمالين الى التدفق على دول الجوار بحثا عن العمل والمعيشة”.
الملف الاقتصادي
وتطرق الاجتماع إلى الملف الاقتصادي الذي عرج فيه الأحمر الى الخلافات التي نشبت بين أحمد صالح العيسي ومعين عبدالملك، وقد أظهر الأحمر تعاطفا مع الأخير، في مواجهة العيسي المحسوب على الرئيس هادي، لكن الأحمر شدد على سرعة انهاء هذه الخلافات والعمل بروح الفريق الواحد لانتشال الوضع الاقتصادي ومنع وضع أي عراقيل امام أي عمل يخدم اليمنيين اقتصادياً. وبحسب المصادر فقد ركز الاجتماع بشكل مكثف على وديعة سعودية يجري التحضير لها من قبل الرياض، لدعم البنك المركزي.
وقال مصدر وثيق الاطلاع إن الأحمر اقترح ان توضع أي وديعة سعودية في فرع البنك المركزي في سيئون، خشية من ان يسيطر الحوثيون على مأرب، معتبرا ان وادي حضرموت منطقة آمنة لم تصلها الحرب الدائرة منذ ست سنوات. ولفت المصدر إلى أن الأحمر، أكد في الاجتماع انهم يعملون على إمكانية نقل البنك المركزي من عدن إلى العاصمة الأردنية عمان، فيما إذا تعذر فرض أي حلول في عدن، فأن نقل البنك الى الأردن لن يكون الا مسألة وقت. الملف الأمني وبحث اجتماع “تكتل الشمال” الوضع الأمني في محافظات الجنوب المحررة من الحوثيين (المهرة ووادي حضرموت وشبوة وأبين)، وقد ركز الاجتماع على اليقظة الأمنية في شبوة وأبين تحديداً. وأكد الأحمر للمجتمعين انهم بصدد إطلاق عملية أمنية في الجنوب لملاحقة العناصر التي وصفها بالخارجة عن النظام والقانون. وأبدت مصادر حكومية امتعاضها من الاجتماع الذي “أعاد التكتل الشمالي ضد الجنوب”، مؤكدة ان هناك من يريد ارباك جهود التحالف العربي والمجتمع الدولي، بمشاريع ان لم تضر الجنوب، فقد تستفزهم.