السقلدي يكتب/ المبادرة السعودية.. مكسب للحوثيين،وتجاهل للشرعية، وتغييب للجنوب
المشهد الجنوبي الأول – كتب صلاح السقلدي
المبادرة السعودية التي أطلقتها الرياض اليوم جيدة بالنسبة للحوثيين، وتحفظ ماء الوجه السعودي الى حد ما،لكنها أي المبادرة في الوقت عينه كانت مبادرة سعودية محضة دون إشراك حلفائها المحليين وبالذات السلطة الموالية لها، وهذا يؤكد ما ظللنا نقولها أن هذه السلطة ليست أكثر من ديكور سياسي تستخدمه السعودية -والتحالف كلها- لإكساب عاصفة الحزم مشروعيتها أمام المجتمع الدولي، فقرار وقف هذه الحرب هو قرارا سعودي مثلما كان قرار إعلاناتها قبل ستة أعوام.
فحين نقول أن هذه المبادرة جيدة بالنسبة للحوثيين فلأنهم فعلا من سيستفيد منها وتمنحهم طرف من طرفي طاولة المشاورات القادمة نداً لند. أما الأتباع من المسماة بالشرعية فمثلما كانوا منذ بداية هذه الحرب التي لم يعلموا بها إلا من شاشات التلفزة لا حول لهم فيها ولا طول، فهم كما أسلفنا تحت عباءة أمير النفط، وإنا لله وإنا إليه راجعون . أما الجنوبيون فليسوا أسعد حالا من الشرعية،خصوصا وأنهم صاروا مغضوبا عليهم سعوديا خصوصا في الآونة الأخيرة، أضحوا خارج الأجندة السعودية تماما ،ليس فقط ببنود هذه المبادرة بل منذ انطلاق هذه الحرب، والسبب يعود الى قبول الدعوة بالانخراط بهذه الحرب دون شروط أو قل دون مطالب ولو في حدها الدنيا، شراكة بحرب تحت مظلة أهدافها المعلنة: استعادة الشرعية الى صنعاء. فيكفي أن نعرف أن هذه المبادرة تشترط بالتسوية السياسة القادمة أن تتم تحت راية المرجعيات الثلاث، وما أدراك ما هي المرجعيات.