الحوثي على أبواب مأرب والإصلاح على أبواب عدن!!
المشهد الجنوبي الأول – تقرير
في الوقت الذي يطرق فيه الحوثيون أبواب مأرب من أكثر من جهة، يظهر الإصلاح غير مبالٍ بوضع خطير كهذا، بل ويتعامل التنظيم الإخواني مع مأرب وكأنها مديرية نائية لا يوجد فيها ثروات ولا تمثل رمزية لما تبقى من شرعية هادي.
في المقابل يصب الإصلاح كل اهتمامه وتركيزه ويفعّل قواه البشرية للاحتفاظ بالجنوب والإبقاء على سيطرته على ما بيده من مناطق جنوب البلاد لإدراكه أهمية هذه المناطق خصوصاً المثلث النفطي من حضرموت إلى شبوة.
وفي الوقت الذي أصبح الحوثي على أبواب مأرب، فإن الإصلاح يعمل ليل نهار للبقاء على أبواب عدن، وهو ما يدعو للتساؤل عما إذا كان الإصلاح متفقاً بشكل سري مع الحوثيين بشأن مأرب.
يرى الشارع الجنوبي بما في ذلك قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي أن الإصلاح يفترض أن يكون قد حشد كل قواته المنتشرة في الجنوب وإعادتها إلى مأرب لإنقاذ المحافظة النفطية والغازية وآخر مركز ومعقل لقوات هادي في الشمال، لكن إبقاء التنظيم الإخواني على كل قواته في الجنوب دون تحريك والاكتفاء فقط بتجنيد الشباب من أبناء الجنوب وسحب بعض العناصر والخلايا النائمة المنتمية للجنوب والموالية للإصلاح وإرسالها إلى مأرب دون دراية عسكرية وخبرة قتالية والتسبب بمقتل المئات منهم بدون نتائج عسكرية إيجابية تعود على الشرعية بالفائدة وتقلب موازين المعركة، كل ذلك يكشف بجلاء عن استراتيجية مليشيا الإخوان في اليمن بشكل عام والجنوب بشكل خاص وما هي الأولوية بالنسبة له، حيث يرى الإصلاح أن الأسهل له بموجب المعطيات على الأرض هي الإبقاء على السيطرة على الجنوب بحكم أن قواته على أبواب مدينة عدن، بينما مأرب التي لم يتبقَ له سوى مركز المدينة وأجزاء صغيرة من مديرياتها المحيطة وسط حاضنة شعبية لا تطيق بقاء الإصلاح بسبب ما ارتكبته المليشيات بحق قبائل مأرب من استئثار للثروة والسلطة واستغلال للقبائل وتحويلهم مجرد بنادق في وجه الحوثي فيما قيادات الإصلاح وعناصره تتمترس في المكاتب الفارهة أو تقيم خارج اليمن.
ويرى الإصلاح عدن سهلة المنال لاعتقاد التنظيم الإخواني أن خصمه في الجنوب أضعف من خصمه في الشمال، فالمليشيات ترى أن مرونة الانتقالي الزائدة عن اللزوم هي ضعف ولهذا يطمع الإصلاح في أن يسيطر على الجنوب ليضمن بقاءه في الساحة السياسية مستقبلاً بعد وقف الحرب بينما لن يحدث ذلك حتى لو أبقى على سيطرته على مأرب واقتصرت سيطرته وحجمه الجغرافي على مأرب فقط وبقاء الجنوب بيد الجنوبيين.