بدفع سعودي.. الإصلاح يهدد أبوظبي في بلحاف عسكرياً بعد تنازله عن سقطرى
المشهد الجنوبي الأول| خاص
شهدت منشأة بلحاف الغازية في شبوة والتي تسيطر عليها القوات الإماراتية هجوماً بقذائف هاون تم إطلاقها على مواقع ونقاط استحدثتها قوات النخبة الشبوانية المتواجدة بمحيط المنشأة الغازية.
وقالت مصادر مطلعة بشبوة إن هناك اتهامات بأن القذائف وصلت إلى اللسان البحري الخاص بميناء تصدير الغاز المسال الخاضع لسيطرة القوات الإماراتي وتتخذه الأخيرة قاعدة عسكرية مغلقة منذ سنوات.
وحسب المصادر المطلعة فإن التسريبات الأولية تقول أن الهجوم أدى إلى حدوث أضرار بالزوارق الحربية التابعة لوحدات خفر السواحل.
الهجوم الذي جاء بالتزامن مع توقف تنفيذ اتفاق الرياض بشقه العسكري، عده مراقبون بأنه رسالة تهديد سعودية للإمارات التي دفعت بالانتقالي مؤخراً إلى وقف تنفيذ الاتفاق، حيث أعلنت أمس أنها في خبر نشره موقع المجلس الانتقالي الجنوبي على الإنترنت ما خرج به اجتماع طارئ لهيئة رئاسة المجلس في عدن والذي أقر وقف الانسحاب من أبين مشترطاً لمواصلة تنفيذ ما عليه من التزامات إلزام التحالف السعودي الإماراتي لقوات الإصلاح وهادي بتنفيذ التزاماتها أيضاً وكذا وقف تصعيدها العسكري واستمرار تحشيدها وتحصيناتها ووقف استهداف قوات الانتقالي بالقذائف التي أدت لمقتل وجرح العديد منهم.
الهجوم على بلحاف دفع بالطيران الإماراتي إلى تنفيذ طلعات جوية فوق المنطقة ومحيطها وفوق المواقع التي تنتشر فيها قوات الإصلاح المتهمة بإطلاق قذائف الهاون، الأمر الذي فُهم على أنه رسالة تحذير إماراتية بأنها ستستعمل الطيران الحربي لقصف قوات هادي في شبوة إذا ما حاولت شن هجوم على قوات النخبة الشبوانية المكلفة بحماية القوات الإماراتية المسيطرة على منشأة بلحاف.
الجدير بالذكر أن الهجوم على بلحاف جاء بعد يوم واحد فقط من دفع السعودية بفرنسا للضغط على الإمارات للخروج من منشأة بلحاف، حيث تسعى السعودية لفرض اتفاق الرياض الذي يرفض هادي والإصلاح تنفيذه من دون أن ينسحب المجلس الانتقالي وقواته من عدن وأبين، ويبدو أن الرياض تواجه شرطاً من قبل هادي والإصلاح لقاء تنفيذ الأخير بنود الاتفاق وهو الضغط على الانتقالي للانسحاب من عدن، الأمر الذي دفع بالرياض إلى محاولة تنفيذ هذا الشرط وفرضه على الانتقالي وتمكين الإصلاح من تعزيز سيطرته في أبين بدلاً من انسحابه كوسيلة ضغط على الانتقالي، لكن فيما يبدو كان ذلك مزعجاً للإمارات التي دفعت بالانتقالي لوقف تنفيذ الاتفاق وعمليات الانسحاب.
ولعل الأهم من ذلك كله هو أن اتفاق الرياض والتصعيد الأخير في بلحاف كشف عن طبيعة الصفقة السرية التي تمت بين هادي والإصلاح من جهة والإمارات من جهة ثانية بإشراف سعودي، فالهجوم على بلحاف يكشف أن من ضمن بنود اتفاق الرياض خروج الإمارات من منشأة بلحاف وتسليمها للإصلاح، بمقابل تنازل الأخير وتغاضيه عن عدم شمول جزيرة سقطرى الخاضعة لاحتلال إماراتي عسكري ضمن اتفاق الرياض، فالإصلاح فيما يبدو يهمه السيطرة على بلحاف لاستئناف تصدير الغاز كآخر أمل للحزب وقياداته المسيطرة على سلطة هادي لإبقاء تدفق العملة الصعبة إليهم وتمويل بقاء سيطرتهم العسكرية على شبوة وحضرموت وأجزاء من أبين والضالع ولحج وتعز، بينما لم تعد الشرعية عموماً والإصلاح خصوصاً مهتمين لأمر جزيرة سقطرى التي يقرون بأنها خرجت عن سيطرتهم وباتت خارج السيادة اليمنية، وما يهمهم فقط هو استمرار تدفق عائدات تهريب النفط الخام والغاز المسال من بلحاف لاستمرار بقائهم.