إسرائيل في سقطرى عبر بوابة أبوظبي وبتواطؤ حكومة هادي
المشهد الجنوبي الأول _ خاص
تستجدي حكومة هادي المملكة العربية السعودية منذ قرابة ثلاثة أشهر الضغط على المجلس الانتقالي الجنوبي بإنهاء تمرده في سقطرى، وتنتظر رد الرياض التي سلمت سقطرى للإمارات بشكل مكِشوف في يونيو الماضي، أن تعيد السلطة المحلية في سقطرى، رغم علمها ان القوات السعودية المحتلة ساهمت بدور كبير في استلام وتسليم الجزيرة ،
لغة الاستجداء التي تكررها حكومة هادي بين الفينة والأخرى بشأن سقطرى يؤكد إنها تحاول تتويه الرأي العام عن دورها الخفي فيما تعانيه اليوم جزيرة سقطرى التي تواجه حملة تدميرية استهدفت الثقافة والهوية وحتى اثار سقطرى لم تسلم من العبث الاماراتي ، فكل المؤشرات تفيد بان حكومة هادي او قيادات كبيره فيها بمن فيهم رئيسها متواطئة مع الامارات في الجزيرة .
وعلى علم مسبق بكل التحركات الإماراتية والإسرائيلية في الارخبيل بجرزه المتعددة من حديبو وحتى سمحة وعبد الكوري، فاذا كان ورئيس ها موالي للإمارات ورئيس مجلس نوابها موالي للأمارات ومعظم وزرائها يتقاضون رواتب ضخمة من أبو ظبي، يضاف إلى ان معظم أعضاء مجلس النواب الموالين لتحالف العدوان موالين للإمارات، فمن سيعترض على الاعمال التخريبية التي تقوم بها الامارات او على الاستيطان الاماراتي التي أصبحت اليوم القناة الأولى لدخول إسرائيل الى سقطرى، وما يتردد في وسائل اعلام تلك الحكومة ليس سوى ظاهرة صوتية.
بالأمس اتهم نائب رئيس مجلس النواب الموالي للتحالف عبد العزيز جباري الامارات باحتلال سقطرى والعبث بمقدرات الجزيرة، واتهم التحالف بالعبث في الجنوب، فكان الرد علية ليس من ابوظبي بل من مجلس النواب الذي يشعل منصب نائب هيئة رئاسته وفي بيان رسمي نشر في وسائل اعلام رسمية، والتي بدت وكأنها في مهمة تكذيب جباري والتأكيد على ان الامارات لا تمارس أي دور تخريبي ولا استعماري في المحافظات الجنوبية وفي سقطرى.
فمنذ مطلع الشهر الجاري، أقدمت الامارات على السماح بدخول المئات من السياح الأجانب ومنحتهم تأشيرات دخول إماراتية دون العودة الى حكومة هادي، ورغم ان ذلك السلوك انتهاك للسيادة الوطنية وفقا للعرف الدولي، فإن حكومة هادي ابتلعت لسانها، ولم تحرك ساكن، رغم ان المصادر تفيد بان السياح الذين وصلوا مطار سيئون على متن الطيران الاماراتي دون اذن من تلك الحكومة، ليسوا سياحاً بل عناصر من القوات البحرية الإسرائيلية وصلوا تباعا في مهمة عسكرية لأنشاء قاعدة بحرية إماراتية إسرائيلية مشتركة.
وتزامن وصول المئات من عناصر البحرية الإسرائيلية تحت مسمى سياح عبر بوابة ابوظبي ، مع وصول سفينة إماراتية اقتحمت الميناء وتم إدخالها بالقوة ، وجاء ذلك عقب أسبوعين من وصول فريق عسكري اماراتي إسرائيلي الى جزيرة سقطرتى وصلت اليوم سفينة عسكرية إماراتية محملة بالعشرات من الجنود الإماراتيين والإسرائيليين إلى ميناء الجزيرة ترافقها فرقاطة مجهولة يعتقد إنها إسرائيلية تتواجد في سواحل الجزيرة، وحملت السفينة كميات كبيرة من الأسلحة الحديثة وأجهزة وابراج الرقابة البحرية سيتم نصبها في مرتفعات مديرية قلنسية وحديبو لمراقبة الملاحة البحرية في المحيط الهندي , وجاء ذلك بعد قيام الإمارات بالتعاون مع إسرائيل بتركيب أنظمة تتبع تعددية المهام لأنظمة المراقبة والرادارات الحديثة في جزيرة سقطرى خلال الفترة الماضية .
وتأتي تلك التحركات الإماراتية الخطيرة بالتزامن مع محاولات لطمس الهوية اليمنية في الجزيرة من خلال تغيير الامارات القاب بعض الموالين لها إلى القاب شبيهه باسر إماراتية منذ سيطرتها على سجلات الأحوال المدنية في الجزيرة قبل شهرين ، وكذلك قيام الامارات الى تغيير اسم جزيرة عبدالكوري في الخرائط الجوية الى جزيرة كلمية وهي عبارة عبرية ، وتفيد المصادر بقيام الامارات بتركيب أنظمة تتبع إسرائيلية باتجاه جزيرتي عبدالكوري،قبل أسابيع وهو ما يعد تهديد واضح لحركة الملاحة الدولية في خليج عدن ومضيق باب المندب لتمكن تلك الأجهزة من خلال تحديد مواقع السفن بمختلف احجامها، وشكل السواحل والمضايق والمسارات البحرية ، وتفيد المصادر أن الامارات عملت على مدى الفترة الماضية من سيطرتها على جزيرة سقطرى بإنشاء غرفة عمليات مشتركة مع البحرية الإسرائيلية تحت الأرض في المعسكر الذي تم استحداثه مؤخرا بمنطقة “رأس قطينان”، الواقع جنوب غرب سقطرى، باتجاه جزيرتي سمحة وعبد الكوري، والقرن الأفريقي ويأتي تغيير اسم الجزيرة من ضمن مخطط كبير يستهدف هوية الجزيرة .
وبدأت التحركات الإماراتية الإسرائيلية بعد استعادة قوات تابعة للانتقالي الجنوبي الموالية لأبوظبي الجزيرة في يونيو الماضي عقب مواجهات عسكرية مع قوات هادي انتهت بسقوط الجزيرة تحت القوات الموالية للإمارات ، وعلى مدى الشهرين الماضيين اهتمت الصحافة العبرية بجزيرة سقطرى بشكل واضح وكشفت عن تمكن تل ابيب من الوصول الى قلب المحيط الهندي وتعني جزيرة سقطرى ،
وقال موقع “جي فوروم” للجالية اليهودية الناطقة بالفرنسية كشف في تقرير جديد إن الامارات وإسرائيل يخططان لإنشاء قاعدة تجسس في جزيرة سقطرى اليمنية..
مؤكداً وصول وفد مشترك من ضباط الاستخبارات الإسرائيلية إلى جزيرة سقطرى اليمنية، برفقة ضباط استخبارات من الإمارات، لفحص المواقع المختلفة للقواعد الاستخباراتية التي سيتم وضعها هناك.
وفي سياق متصل اكدت الصحافة الإسرائيلية دعمها للمجلس الانتقالي الموالي للإمارات في جنوب اليمن وأبدت استعدادها الاعتراف به كسلطة أمر واقع في الجنوب، الا انها عبرت عن خشيتها من الحوثيين ،
ومن خلال التناغم بين تل ابيت والمجلس الانتقالي الجنوبي يتبين ان الانتقالي قد اقام علاقات مع إسرائيل ولكنها لاتزال في الأطر السرية وتحت عباءة الامارات