تعلّــيق هام على فتوى الشيخ بن بريك… ماذا جاء فيه؟
المشهد الجنوبي الأول/ متابعات
قال الصحفي الجنوبي صلاح السقلدي أن الجنوب اليوم وفي المستقبل بحاجة إلى أن يبث رسائل تحمل القيم المدنية وليس الى بث رسائل ثالوث: الإسلام السياسي والعسكري والقبلي.
وكان السقلدي على ما يبدو ينتقد بطريقة غير مباشرة فتوى الشيخ هاني بن بريك، حيث أضاف في منشور له على الفيس بوك: الجنوب اليوم بحاجة إلى قيم ومداميك مدنية معاصرة، فالشعوب المقموعة التواقة للنيل الحقوق ليست بحاجة الى محفزات ومنشطات مثيرة للجدل، فالوعي الحقوقي كفيل أن يوقظ الجموع المسحوقة.
نص المنشور: ( (وطن لا نحميه لا نستحقه )، هذه كانت فتوانا الوطنية المُــنقاة من شوائب الطائفية والمذهبية وكولسترول الإسلام السياسي الذي اثبتت المراحل أنه كان كارثة على الدين وعبئا ثقيلاً على الأوطان. فهذه فتوانا التي أطلقها العقل والقلب الوطني بسجيته التلقائية،و التي دافعنا من روحها عن وطننا، وصددنا الغزاة والطامعين طيلة عقود من الزمن حتى قضى الله أمرا كان مفعولا ..فجنوب اليوم – والغد- ليس بحاجة الى مخلب ديني ينشب بجسده النازف أصلا، ولا بناب قبلي جهوي يدمي ظهر وينكئ جراحه الغائرة، وهو الوطن الذي عانى كثيرا من عنف وعنفوان تيار الإسلام المؤدلج وغيرها من تيارات السياسي المتلبسة بثوب الدين والفكر والنظرية منذ مطلع التسعينات، بل ومن قبل ذلك وحتى اللحظة، وظل حتى اليوم يتوجع جرّائها في مفازة الضياع والتشظي.فالشعوب المقموعة التواقة لنيل حقوقها ومقاومة عسف الطغاة والغاصبين ليست بحاجة الى محفزات ومنشطات من خارج جسدها ، فالوعي الحقوقي المقاومة الكامن فيها كفيل بأن يوقظ الجموع المسحوقة ويبث فيها روح المقاومة والرفض وانتزاع الحقوق.
القوى والشخصيات التي تتقدم صفوف الانتصار القضية الجنوبية ومنها المجلس الانتقالي الجنوبي هي بحاجة الى بعث رسالة الدولة المدنية للداخل وللخارج،وليس الى دولة القوى الراديكالية العنيفة بقطبيها الديني والقومي،وبمسيس الحاجة الى أن لغة تبشّــر لا تنفر، والى روح الحياة المدنية المعاصرة الخالية من الترويكا المدمرة للأوطان والمفككة لعرى الشعوب ونسيجها الاجتماعي ، تلك الترويكا العنيفة بأضلاعها الثلاثة : الإسلام السياسي وفتاويه الموجهة وهيمنة العسكر، وسطوة القبيلة على قيم الدولة المدنية المنشودة. أقول أن الجنوب اليوم بحاجة الى قيم ومداميك مدنية تحكمه ويحتكم لها حاضرا و مستقبلاً، بصرف النظر عن شكل الدولة التي سيكون فيها في قادم الأيام، أكانت ضمن دولة مستقلة أو ضمن يمن يُــتفق على شكل البقاء في إطاره.