الجنوب في ذكرى 30 نوفمبر.. من اﻹحتلال البريطاني الى التدخلات السعودية”تقرير”
المشهد الجنوبي اﻷول – خاص
تحل على العاصمة عدن ومحافظات الجنوب اليوم الذكرى ال52 ﻹخراج اخر جندي بريطاني من العاصمة واعلان جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية برئاسية قحطان محمد الشعبي بعد تضحيات كبيرة قدمها الجنوبين وجبهة التحرير على وجه الخصوص.
ففي 14 نوفمبر 1967م اعلن وزير الخارجية البريطاني انذاك ” جورج براون” استعداد بريطانيا التام لمنح الجنوب اﻹستقلال في 30 نوفمبر بعد ان كبدتها القوات الجنوبية خسائر يومية وبدات المفاوضات في جنيف بين وفد الجبهة القومية ووفد الحكومة البريطانية في 21 من فوفمبر وانتهت بانسحاب القوات البريطانية من عدن اخرها مغادرة اخر جندي بريطانية من العاصمة في 30 نوفمبر 1967م .
سيطر البريطانين على عدن في العام 1839م عندما قامت شركة الهند الشرقية بإرسال مشاة البحرية الملكية إلى شواطئ المدينة وكانت تحكم كجزء من الهند البريطانية إلى سنة 1937 عندما أصبحت مستعمرة بحد ذاتها تابعة للتاج البريطاني.
وعقد الإنجليز معاهدات صداقة مع سلاطين القبائل المحيطة بعدن وكعادتهم كانوا يدعمون من تبدو فيه بوادر التعاون معهم ضد الآخرين وكانوا يرصدون النزاعات بين السلاطين دون تدخل مباشر .
وحد الجنوبيين كلمتهم واصرو على اخراج المستعمر البريطانب الذي ظل مسيطرا على عدن لمدة 129 عاما وانطلقت شرارة الثورة ضدّ ممارسات الاحتلال البريطاني في الجنوب من جبال ردفان، بزعامة راجح بن غالب لبوزة، حيث لجأت القوّات الاستعماريّة إلى قمعها بالقوّة، فقصفت ردفان والقُرى المُحيطة بها، وطبّقت عليها سياسة الأرض المحروقة في محاولةٍ لإبادتها بمن فيها من المدنيّين، وأحكمت فيها القتل والتدمير لمدّة ستّة أشهر بشكلٍ كارثيّ، استشهد فيها راجح بن غالب، وكان ذلك بتاريخ الرابع عشر من أكتوبر عام 1963م..
ثم انطلقت المقاومة المسلّحة لتعمّ كافّة الأراضي الجنوبية، وزادت عمليّات الكفاح المُسلّح التي كبّدت قوّات الاحتلال خسائر كبيرة بالأرواح والعِتاد وإسقاط لطائراته الحربيّة، كما استشهد العديد من رجال المقاومة والمدنيين العُزّل، ونظّموا المُظاهرات الجماهيريّة الحاشدة المُطالبة برحيل المستعمر.
وتمكن الثوار الجنوبيين بعزيمتهم من اقناع المستعمر بالخروج او الموت في ارض لم تعد تقبل بقاءه فيها حيث تّم انسحاب القوّات البريطانيّة بقرارٍ من رئيس الوزراء البريطاني هارولد ويلسون من عدن قبل موعدها المحدّد، وكان ذلك في الثّلاثين من تشرين الثّاني عام 1967م، وأُعلن عن قيام جمهوريّة اليمن الدّيمقراطية الشّعبية رئيسها قحطان الشعبي.
وكان يوم الـ 30 من نوفمبر 1967م هو ميلاد جمهورية جنوب اليمن سابقاً وخلوها تماماً من قراصنة الاستعمار البريطاني .
اليوم وبعد 52 عاما من التخلص من المستعمر البريطاني يعود التدخل الخارجي في الجنوب من جديد وعلى نفس الوتيرة واﻷسلوب فالقوات السعودية تحتل العاصمة عدن وتتخذها مركزا لحكم بقية المحافظات الجنوبية التي استطاعت دخولها عبر الشرعية والمجلس اﻹنتقالي الجنوبي واستخدام تلك القيادات لتمرير مشروعها كما فعلت بريطانيا سابقا باستخدام السلاطين لبقاءها في العاصمة عدن.