مافيا الذهب الأسود في الجنوب .. ما علاقة الجنرال الأحمر والملياردير حميد بعمل الشركات النفطية؟..تقرير
المشهد الجنوبي الأول ــ متابعات
تقرير لـ”الأمناء” معزز بالأرقام والتفاصيل يرصد عمليات نهب وسرقة ثروات الجنوب النفطية وتنافس قوى النفوذ الشمالية للسيطرة عليها..
– كيف وصلت أرقام الشركات النفطية العاملة في الجنوب إلى ذلك الرقم المهول؟
– لماذا تم حذف تقارير الإنتاج النفطي من موقع وزارة النفط؟
– ما علاقة الجنرال الأحمر والملياردير حميد بتلك الشركات النفطية؟
– من يدير تلك الشركات؟ وهل هي حقيقية أم وهمية؟
– لماذا يتمسك الأحمر بحماية شركات النفط؟
– ما هو العدد الفعلي للقطاعات النفطية في الجنوب؟ وكم مقدار إنتاجها اليومي؟
ما تزال عمليات النهب والسرقة لخيرات وثروات الجنوب مستمرة منذ احتلال الجنوب صيف 94م وحتى يومنا هذا من قبل قوى الفيد والنفوذ القادمة من شمال اليمن والتي بات البعض منهم ينافس أثرياء الوطن العربي ويمتلكون الشركات والعقارات في أصقاع دول العالم.
وتشير التقارير والإحصائيات الرسمية التي أعدتها مراكز أبحاث ودراسات متخصصة بالمجال النفطي بأن المحافظات الجنوبية تمتلك مخزوناً نفطياً كبيراً حيث يصل إجمالي الشركات النفطية العالمية والمحلية وفقاً لإحصائيات رسمية إلى (224 شركة) وهذه الظاهرة لم تحدث في أي دولة من دول العالم.
إحصائيات وأرقام مهولة!
كشفت إحصائية شبه دقيقة أعدتها جهات معارضة للحكومة اليمنية أن أربعمائة مليار دولار هو الرقم الذي وصلت إليه عائدات النفط المنهوب من حقول النفط في حضرموت وشبوة بجنوب اليمن منذ اجتياح الجنوب في العام 1994م. ويشير أحد المهندسين اليمنيين في وزارة النفط والمعادن إلى أن حجم العائدات المالية من صادرات النفط خلال الأعوام 2010- 2000م قد بلغت نحو ثلاثة تريليون ومئة وسبعة وستين مليار ريال يمني.
يقول د.حسين مثنى العاقل، وهو أستاذ مشارك في جامعة عدن، بلغ عدد القطاعات المنتجة لخام النفط عام 2006م في محافظتي حضرموت وشبوة نحو 13 قطاعاً نفطياً تقدر مساحتها بحوالي 18,137 كم2، منها سبعة قطاعات نفطية في م/حضرموت وستة قطاعات نفطية في م/شبوة. وبلغ إنتاجها من خام النفط في عام2008م بحوالي 828,000 برميل يومياً. ويقدر عدد الآبار المحفورة حتى ديسمبر 2012م حوالي 2203 بئراً، المنتجة للنفط في وادي المسيلة قطاع 14- لوحده أكثر من 300 بئراً نفطياً.
ووصل عدد الشركات النفطية العالمية المتعاقدة مع شيوخ القبائل اليمنية وكبار المتنفذين السياسيين والعسكريين ورجال الدين وغيرهم في عام 2008م إلى حوالي 57 شركةً نفطيةً عالميةً، واستنسخت إلى جانبها نحو 50 شركة محلية وهمية، ثم ازدادت حدة التنافس بين الشركات العالمية الطامعة في شراكة نهب الثروة الجنوبية المستباحة إلى أكثر من 113 شركةً نفطية حتى شهر مارس من عام 2013م ومعها ازدادت عدد الشركات المستنسخة محلياً حسب التوقعات إلى أكثر من 111 شركة محلية. وبذلك يصل إجمالي الشركات النفطية العالمية والمحلية إلى (224 شركة).وهذه الظاهرة لم تحدث في أية دولة من دول العالم!
ويضيف د.العاقل لـ”الأمناء” بالقول: “نظرًا لتزايد عدد الشركات النفطية العالمية المتنافسة على غنيمة الثروات الجنوبية وظاهرة استنساخ الشركات، فمن المتوقع حسب تصريحات بعض المهندسين والخبراء النفطيين العاملين مع الشركات العاملة في حقول إنتاج النفط بمحافظتي شبوة وحضرموت، أن تكون كمية إنتاج النفط الخام من تلك القطاعات قد تجاوزت الـ (1,643,000) مليون وستمائة وثلاثة وأربعون ألف برميل يومياً/ وربما أكثر من ذلك بكثير!. ويتوقعون بأن يصل المخزون الاحتياطي لخام النفط في القطاعات المنتجة له حسب المؤشرات الأولية إلى ما بين 50- 30 مليار برميل.
بلغت كمية الغاز الطبيعي المسال المنقول بواسطة شبكة من الأنابيب من حقول قطاع جنة وقطاع العقلة بمحافظة شبوة والذي يتم تصديره من ميناء بلحاف منذ مطلع عام 2010 حوالي 9,7 مليون قدم مكعب في اليوم، ومن المتوقع أن يكون حجم التصدير قد تجاوز هذه الكمية خلال الأعوام 2011- 2014م، حيث يباع الغاز المسال المنتج من حقول م/شبوة بمبلغ 3,2 دولاراً أمريكياً لكل مليون وحدة حرارية. في حين يتراوح السعر العالمي لكل مليون وحدة من الغاز ما بين 12 إلى 18 دولاراً أمريكياً.
خبير أردني: هذا هو دور حميد الأحمر والحكومة اليمنية
يقول المستشار الاقتصادي الأردني، هاشم الفحماوي، أن أكبر بئر نفط في العالم موجود في اليمن ويصل عمق هذا البئر إلى 1400 متر، مؤكدا بأنه كان باستطاعة الحكومة اليمنية أن تنقل اليمن إلى مصاف الدول الغنية إذا حلت خلافاتها وتصرفت بمسؤولية وأمانة وقد قد تمتلك اليمن نسبة 34% من المخزون العالمي .
وأوضح الخبير الاقتصادي الأردني بأن الثروة الموجودة في اليمن ليست موجوده في أي دولة عربية لهذا تجد الشركات الأمريكية المختصة بالمجالات النفطية تتساب
ق لفرض نفوذها في مواقع الإنتاج النفطي جنوب اليمن .
وأكد المستشار الاقتصادي الأردني هاشم الفحماوي أن هنالك مناطق في شبوة غنية بالغاز والنفط، لافتا بأن اليمن لديها من الغاز المسال ما يكفي العالم لمدة 50 عاما .
ووجه المستشار الاقتصادي الأردني هاشم الفحماوي تساءلاً بالقول: “هل تعلم اليمن أن لديها نفط وغاز بنسبة 34 إلى 40% من المخزن العالمي؟”.
لماذا تم حذف تقارير الإنتاج النفطي من موقع وزارة النفط؟
وما يزيد الدهشة والاستغراب معًا ويكشف مدى محاولات قوى النفوذ التستر على ما تقوم بنهبها من ثروات من القطاعات النفطية في الجنوب، فقد فوجئ المتابع للشأن النفطي بقيام وزارة النفط اليمنية بحذف كافة التقارير المثبتة في موقع وزارة النفط اليمنية والتي تكشف حجم الصادرات والقطاعات النفطية خصوصا في محافظتي شبوة وحضرموت.
يقول المستشار الاقتصادي الأردني هاشم الفحماوي أنه: “في عام 1993 بدأت شركة كنيديان نكسن باستخراج وتصدير النفط من قطاع المسيلة 14- واستمرت في تطوير هذا القطاع حتى نهاية عام 2012م، لتؤول ملكيته بعد ذلك لشركة المقاولين العرب (CCC) التي يعد الشيخ حميد الأحمر وكيلها”.
ويضيف بالقول: “الشيخ حميد الأحمر الذي حصل بنفوذه القبلي على الاستحواذ لمبيعات النفط الخام في قطاع 14 بوادي المسيلة من قبل شركة أركاديا ( ARCADIA)، وذلك بعد أن انتهت سنوات التعاقد مع الشركة الكندية (Canadian nexen Yemen).
لماذا يتمسك الأحمر بحماية شركات النفط؟
منذ احتلال وسيطرة قوات صنعاء على الجنوب بحرب غاشمة عام 94م، تم فرض وصاية وسياسيات وممارسات مشينة تعرضت له كل ثروات الجنوب ”النفطية وغير النفطية” على طول الرقعة الجغرافية لدولة الجنوب الممتدة من ”المهرة وحتى باب المندب“، وأبرز تلك الممارسات ”النهب” المتعدد وواحداً منها ”نهب النفط وتقاسم آبار الانتاج النفطي” وحرمان محافظات إنتاج النفط الجنوبية ”حضرموت شبوة المهرة” من أي حقوق لها.
ليس سراً ما يقوم به علي محسن الأحمر منذ فترة ببناء جيش في مأرب يرفض به مواجهة المليشيات الحوثية، بل هو حقيقة واضحة، تتعلق بنهب الأموال التي تدفعها شركات النفط لغرض حمايتها.
هذا الأمر يجعل الأحمر مستعداً لخوض حرب في حضرموت وشبوة مقابل أن يستمر النهب الشمالي لثروات المحافظتين كما هو، دون أي تغييرات تتزامن مع تغيرات المرحلة وتحولاتها منذ دخول اليمن شمالا وجنوباً في حرب شرسة أشعلتها مليشيات الحوثيين في مارس 2015م.
وماتزال عمليات النهب مستمرة!
عملية النهب التي تعرض ولا يزال يتعرض له الجنوب المحتل أرضا وإنساناً، منذ غزو الجنوب عام 94م، شيء لم يحدث من قبل أي احتلال في العالم، وتتجلى أبرز صور النهب تلك، في نهب الثروة النفطية وتقاسمها بين شركاء ومشائخ شماليين مباشرين وغير مباشرين في صنعاء، ومنها تلك الأموال الطائلة التي تتلقاها ألوية ”الجيش اليمني” من شركات النفط العاملة، بحجة الحماية، فيما تلك الأموال يتزود بها الجيش اليمني لارتكاب الجرائم وأعمال القتل بحق المواطنين الجنوبيين في مختلف أنحاء الجنوب، وبالأخص في ”حضرموت وشبوة” المحافظتين الأكثر إنتاجا للنفط في الجنوب.
يقول الأستاذ الجامعي بجامعة عدن د.حسين العاقل: “تعرضت ثروات الجنوب للنهب في البر والبحر والجبل، حيث تبلغ مساحة دولة الجنوب أكثر من (338,000) كيلومترا مُربعا وعدد السكان المقيمين عام 2012م حوالي (4,408,336) نسمة، والقطاعات النفطية الجنوبية بعد احتلالها من قبل نظام صنعاء عام 1994م كما يلي:
محافظة حضرموت أكثر من (56) قطاعا نفطيا و (18) قطاعا نفطيا في شبوة وفي محافظة المهرة (8) قطاعات نفطية، وقسمت بقية المحافظات (عدن – لحج – أبين) مع المياه الإقليمية الجنوبية لخليج عدن والبحر العربي وأرخبيل سقطرى إلى (13) قطاعا نفطيا.
عدد شركات النفط المحلية والعالمية وصلت إلى (184) شركة وهي متعاقدة مع شيوخ القبائل الشمالية وكبار المتنفذين السياسيين والعسكريين ورجال الدين.
كمية النفط من شبوة وحضرموت تجاوزت الـ (1,600,000) مليون وستمائة ألف برميل يوميا وربما أكثر بكثير ويبلغ الاحتياطي الخام للنفط في تلك القطاعات بين (30- إلى 50) مليار برميل، وكشف أحد الخبراء في إنتاج النفط أن ثلاثة أرباع النفط الخام لم يتم الإعلان عنه رسمياً ولم يدخل خزينة الدولة.
كمية الغاز الجنوبي المسال من حقول النفط في العقلة وجنة في شبوة والذي يتم تصديره من ميناء بالحاف منذ مطلع عام 2010 حوالي (9,7) مليون قدم مكعب يوميا، كما يبلغ المخزون الاحتياطي للغاز الجنوبي المسال حوالي سبعين تريليون قدم مكعب منها حوالي (35) تريليون قدم مكعب في حوض رملة السبعتين في شبوة وأكثر من (10) تريليون قدم مكعب في المهرة وأكثر من (10) تريليون قدم مكعب في وادي المسيلة في حضرموت.
وتغطي عائدات النفط المنتجة والمصدرة من حضرموت وشبوة نحو سبعين بالمائة من الموارد الموازنة العامة للدولة و(63%) من إجمالي صادرات البلد و(30) % من الإنتاج المحلي، وما خفي كان أعظم!”.
ماذا لو انفصل الجنوب؟!
يقول الصحفي والمفكر الأردني (محمود الرجماني) في مقابلة متلفزة بإحدى الفضائيات متحدثا عن ثروات الجنوب: “إذا انفصل الجنوب عن الشمال ستكون أكبر كارثة ومأزق وفقر وحروب ستجتاح اليمن الشمالي، بينما الجنوب سوف ينهض خلال 3 سنوات وسوف يسابق الزمن ودول الخليج حيث أن 87% من ثروة اليمن تأتي من الجنوب، ويعتبر الجنوب ثاني دولة في العالم لإنتاج الغاز الطبيعي بعد دولة قطر، كما يعتبر الجنوب أقوى وأكبر دولة في العالم في احتياطي المياه الجوفية”.
الأمناء / غازي العلــــــــــوي