اتفاق الرياض يفتت الشرعية من الداخل ويربك مواقفها الخارجية
المشهد الجنوبي الأول ــ متابعات خاصه
كشف إتفاق جدة بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية إلى وجود شروخ كبيرة في جسد الشرعية المهلهل بعد أن انقسم أعضاء الحكومة والمسيرين لأعمال الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي بين مؤيد ورافض للاتفاق، وهو ما انعكس على الخلافات التي بدأت تظهر على السطح بين هادي وأعضاء حكومته.
ويدرك أعضاء هذه الحكومة أنهم قاب قوسين أو أدنى من ترك مناصبهم بعد أن لعبوا على جميع الحبال وتعاونوا تارة مع الحوثيين وأخرى شددوا على الدعم المزيف للتحالف العربي، وبالتالي فهم يبحثون على أكبر قدر من المكاسب قبل التوقيع النهائي غدا الثلاثاء، وهو ما يؤكد أن هؤلاء سيحاولون إفشال الاتفاق حتى بعد التوقيع عليه وأن الأمر سيكون بحاجة إلى التخلص منهم سياسياً.
أدت الخلافات بين أعضاء الشرعية إلى انقسام داخلي تسبب في تفتتها وتمر الشرعية في تلك الأيام بحالة من عدم قدرة هادي وحاشيته من السيطرة عليها، وهو ما زاد من انفلات ألسنة أعضائها على مواقع التواصل الاجتماعي والذين يوزعون التهم هناك وهناك، وانعكس ذلك على المواقف الخارجية التي اتسمت بالارتباك بعد أن ظهر وزير الخارجية المدعو الحضرمي كشخص معادي ومتعاون مع المليشيات الحوثية في الوقت ذاته.
وبحسب ما كشفت عنه صحيفة “العرب” اللندنية فإن لقاءً عاصفاً ضم الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي ومستشاريه وأبرز قيادات الشرعية، الأسبوع الماضي، وأبلغهم بأن الاتفاق بات أمرا واقعا ولا يمكن التنصل منه وأن عليهم التعامل معه كأمر واقع، وخفتت أصوات المناوئين للاتفاق في الاجتماع باستثناء نائب رئيس مجلس النواب المدعو عبدالعزيز جباري الذي أبدى اعتراضه على بنود الاتفاق.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجباري إلى جانب المدعو أحمد الميسري والمدعو الجبواني يمثلون التيار الرافض للاتفاق بعد لقاءاتهم السرية التي عقدوها في العاصمة العمانية مسقط مع ضباط قطريين وعمانيين وقيادات حوثية.
وقالت المصادر إن تيارا قويا داخل الشرعية يهيمن عليه حزب الإصلاح الإرهابي، وقف خلف التحركات العسكرية الأخيرة التي استهدفت مديرية أحور بمحافظة أبين وهدفت إلى تفجير الموقف العسكري وإفشال الاتفاق غير أنها تراجعت أمام ضغوط التحالف العربي بقيادة السعودية.
ويعتقد مراقبون أن التحديات التي ستواجه اتفاق الرياض ما زالت في مهدها مع بروز دور التيار الإخواني الرافض للاتفاق ورهانه على إفراغ الاتفاق من محتواه وخلق الأزمات في كل محطة من محطات تنفيذه، مشيرين إلى أن نجاح اتفاق الرياض يستوجب إضعاف هذا التيار ونزع مخالبه.
ومن جانبه أكد الناشط السياسي، مالك اليزيدي اليافعي، أن قوات الجيش اليمني التابع لمليشيات الإخوان أعلنوا ولائهم لمليشيات الحوثي الإيرانية.
وأضاف: “ما يسمى بالجيش الوطني التابع لحزب الإصلاح في جبهات نهم وصرواح يعلنون ولاؤهم للحوثي في صنعاء ويقدمون الأسلحة التي تحصلوا عليها من التحالف هدايا للحوثي كاعتذار على ما بذر منهم خلال الخمس سنوات الماضية”، وتابع: “قريباً سنرى الميسري والجبواني وكل أعضاء الشرعية بجانب محمد البخيتي يرددون الصرخة”.