القوات السعودية تطفئ شعلة 14 أكتوبر
المشهد الجنوبي الأول ــ خاص
حشدت السعودية قواتها إلى محافظة عدن خلال الأيام القليلة الماضية وفي الذكرى ال54 لثورة 14 أكتوبر تحديداً بموافقة ومباركة من المجلس الإنتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية بناءاً على اتفاق في مدينة جدة ما زال قيد التجاذب حتى اللحظة إلا أن أول نتائجه اتفاق الطرفين على جلب قوات أجنبية”سعودية” إلى الجنوب وتسليم مدينة عدن للقوات السعودية التي ستتولى حكمها في الأيام القادمة.
الحوار المستمر بين الشرعية والإنتقالي الجنوبي في مدينة جدة السعودية جاء عقب أحداث دامية شهدتها مدينة عدن في أغسطس الماضي بدأها المجلس الإنتقالي الجنوبي على خلفية طرد المحتل الشمالي “شرعية عبدربه منصور هادي وحكومته” من الجنوب حيث بدأت المعركة في عدن وانتهت بطرد الحكومة ثم اتجهت نحو أبين وشبوة.
واستطاع المجلس الإنتقالي الجنوبي وعناصره بدعم إماراتي سخي طرد قوات الشرعية وحزب الإصلاح الإخواني من مدينة عدن تحت غطاء القضية الجنوبية واستعادة دولة الجنوب لكن سرعان ما دخل في مفاوضات مع الشرعية بدعوة سعودية وأفضى الحوار حتى اللحظة بالاتفاق على استقدام قوات سعودية لحكم مدينة عدن والجنوب ملبيين الرغبة والطموح السعودي السابق في السيطرة على أجزاء من أراضي الجنوب وحكمها لكن محاولاته باءت بالفشل سابقاً.
وقالت صحيفة «عكاظ» السعودية أن قوات سعودية انتشرت في مطار عدن الدولي أمس وتولت الملف الأمني بشكل كامل مؤكدة أنها ستتسلم ميناء عدن وبقية المؤسسات السيادية خلال الساعات القادمة في إطار البند الأول من الاتفاق الذي يهدف إلى نزع فتيل الأزمة وبناء الثقة بين الشرعية والمجلس الانتقالي.
ويأتي الإنتشار السعودي في مدينة عدن تزامناً مع حلول الذكرى ال54 من ثورة 14 أكتوبر التي انتهت بطرد الإحتلال البريطاني من عدن بعد سيول من الدماء الحرة الجنوبية التي بذلت نفسها فداءاً للجنوب الأمر الذي جعل أبناء الجنوب ينظرون للتدخل اللسعودي بنظرة الإستعمار البريطاني حيث أشار مراقبون أن هذه رسالة سعودية وأن تواجدها في مدينة عدن تواجد هيمنة واحتلال مثله كمثل التواجد البريطاني قبل ثورة 14 أكتوبر.
ولم تتواجد القوات السعودية في مدينة عدن فحسب بل سبق وان استخدمت العنف ضد أبناء المهرة وسيطرت على أهم مديرياتها ومنافذها البرية والبحرية والجوية عنوة رغم الرفض الشعبي، كما نقلت مئات من الآليات إلى شبوة لللسيطرة على مكامن النفط في بلحاف وعسيلان وغيرها في حين سيطرت على مديريات وادي حضرموت حيث تكمن آبار النفط والثروات المعدنية.
أحداثاً عصيبة يشهدها الشارع الجنوبي ربما تنذر برياح عنف واقتتال جديدة سيما مع عجز حكومة الشرعية والرياض على تلبية الخدمات الضرورية للمواطن الجنوبي وعجزهم عن تقديم ما ينتظروه من خدمات جمة تبدأ بالكهرباء و لا تنتهي بالرواتب والوضع الأمني الذي يشهد بدروه حالة تقلب مستمرة.