قراءة في الهجوم الإرهابي الدامي في نيس في فرنسا!
بقلم/د.محمد علي السقاف
شهدت مدينة نيس الساحرة التي كما وصفها الرئيس الفرنسي هذا اليوم بأنها واحدة من أجمل مدن العالم
تصوروا في ليلة الاحتفال بالعيد الوطني والتي كالمعتاد تتجمع العائلات مصحوبين بأطفالهم الصغار للاستمتاع بالألعاب النارية يواجهون شاحنة مسرعة في اتجاههم حصدت في طريقها علي إمتداد2 كم ٨٤ قتيلا أغلبهم من الأطفال والنساء و عدد ٥٠ بين الحياة والموت.
انه هجوم مروع يصيب فرنسا بعد أحداث باريس في ١٣ نوفمبر من العام الماضي التي راحت ضحيتها نحو ١٣٤ فرداً,
ومن الواضح ان الإرهاب يضرب دائما المناطق الشهيرة كالمناطق السياحية ذات السمعة والشهرة العالمية مثل مدينة نيس في جنوب فرنسا وفي توقيت العيد الوطني لما مثل ذلك من صدي إعلامي واسع النطاق
الجديد في الهجوم الإرهابي علي نيس تمثل في استخدام شاحنة لتنفيذ هدف الإرهابيين بأحداث اكبر قدر ممكن من الضحايا عبر تنويع أنواع غير تقليدية في القتل.
وكما أشار احد خبراء الإرهاب في التلفزيون الفرنسي هذا اليوم ان الإرهاب ليس هدف بحد ذاته بقدر ماهو أداة لتحقيق أهداف أخري منها زعزعة الأمن وبنية الدولة وأنظمتها السياسية لإظهار عدم قدرة الدولة في حماية مواطنيها
والسؤال لماذا فرنسا هي المستهدفة في هذه العمليات الإرهابية ؟؟و ولماذا العمليات الأخيرة تمت من قبل فرنسيين من أصول مغاربية ؟؟ بالنسبة للشق الأول من السؤال يبدو ان الأمر يعود إلى مشاركة فرنسا النشطة في محاربة الإرهاب من أفريقيا إلى الشرق الأوسط في سوريا والعراق ولعل إختيار يوم العيد الوطني كما قال الرئيس الفرنسي يمثل يوم الحرية.
آما بخصوص الأصول المغاربية لمن نفذوا العمليات الإرهابية تجدر الإشارة ان فرنسا لديها جالية مغربية كبيرة بعدة ملايين من الأفراد وكما حدثت جاري البريطاني ان الإعلام الغربي يلصق عمليات الإرهاب بالدين الإسلامي الذي هو بريء من تلك الأعمال وذكرته ان بريطانيا تعيش فيها جالية مسلمة كبيرة من باكستان ومن الهند ولم تشهد أعمال إرهابية كالتي تحدث في فرنسا لان تلك الجاليات اندمجت في المجتمع البريطاني بعكس الجالية المغاربية في فرنسا وان كانوا فرنسيين ولد أغلبهم في فرنسا ولكنهم لم يتم دمجهم في المجتمع الفرنسي ويعيشون في مناطق معزولة ويشعرون أنهم مواطنون من درجة ثانية .
في الخلاصة
في حالة شبه استثنائية أدانت كثيرا من الدول العربية الهجوم الإرهابي علي نيس وكذالك مجلس التعاون الخليجي والملفت للنظر وهذا مهم بيان الإدانة الذي صدر من هيئة كبار العلماء في السعودية واعتقد جاء ذلك للمرة الأولي
وتساءلت بيني وبين نفسي لماذا لا تقوم هيئة علماء اليمن وعلي رأسهم الشيخ عبد المجيد الزنداني بإدانة مماثلة أم هم متخصصون إصدار فتاوى ضد الجنوب وتكفيرهم وتبرير قتلهم كما حدث في حرب ١٩٩٤ واستمرارهم بإعتبار من يقف ضد الوحدة هو يقف ضد الإسلام بل اعتبر احد شخصياتهم الوحدة اليمنية هي الركن السادس من أركان الإسلام !! نتمنى منهم ان يترفعوا ويحتذوا بنموذج هيئة كبار العلماء في السعودية فهل يقوموا بذلك.