صلاح السقلدي: وخزة قلم تفند أكذوبة المناطقية الجنوبية
صلاح السقلدي/
ما جرى مؤخرا في عدن من اشتباكات مؤسفة هي حلقة من سلسلة اشتباكات جرت في عدن وفي عموم الجنوب السنوات الماضية على خلفية سياسية محضة وفي ظل ما تمور به الساحة بالجنوب وباليمن عموما من قوى متصادمة المشاريع والأطماع ،لا علاقة لها أي الاشتباكات بالجهوية الجنوبية إطلاقا كما حاولت بعض الجهات وبطريقة ضحلة التفكير وسطحية التفسير أن تصورها، بحُــجّــة أن طرفي الاشتباكات هم جنوبيّ الانتماء .مع أن كل طرف يمثل مشروع سياسي مختلف ،وخاض تلك الاشتباكات دفاعا عن مشروعه وعن قناعاته السياسية ،وليس دفاعا عن\ و باسم منطقته أو محافظته.
-فكما نعلم أن السلطة اليمنية الحالية تضم بداخلها قطاع لا بأس به من الجنوبيين يدينون بالولاء السياسي لها، ولهم قناعاتهم السياسية بمشروعها التي تتبناه ,وهذه حقيقة لا ينكرها أحد بمن فيهم هم أنفسهم -وهي على كل حال قناعات يجب أن نحترمها جميعنا -…وهذه السلطة هي امتدادا للسلطة التي افضتها حرب 94م وهي ذات السلطة التي ظلت تضم جنوبيين, قبل تلك الحرب وإثناءها وبعدها، وهي بالمناسبة كانت تسمى أيضاً بالشرعية مقابل مسمى الانفصاليين.
أي أن تلك السلطة التي خاضت حرب 94م خاضتها وهي تضم في صفوفها جنوبيين، تماما كما لا تزال تضمهم في صفوفها اليوم. فهل نقول أن تلك الحرب كانت صراعا جنوبيا جنوبيا بمجرد وجود جنوبيين في صفوفها ويقف بالطرف الآخر جنوبيين ؟ بالطبع لا، لم يقل أحد أبدا ذلك، ليقين الجميع أن الجنوبيين المشاركين بتلك الحرب في صفوف تلك السلطة لم تحركهم هواجسهم جنوبية، بل يمثلون توجهات السلطة والحكومة اليمنية التي كانت تقف خلفهم كما هو حاصلا اليوم تماما ..صحيح أن القوى الشمالية ورأس السلطة حينها كانت تعزف على وتر الخلافات الجنوبية القديمة قُــبيل الحرب لغرض حشد العنصر الجنوبي للقتال بصفها، إلا أنه بمجرد انتهاء الحرب تم الحديث عنها باعتبارها حربا بين انفصاليين وشرعيين ,وأن الشرعية قد انتصرت وهزم الانفصاليون، ولم يقل أحد أن المنتصر جنوبي والمهزوم جنوبي.
– – فلو كان الصراع اليوم جنوبي جنوبي كما يزعمون وليس خلافا سياسيا فلماذا نرى كل القوى الشمالية -أفرادا وأحزابا وقبائل وعسكر ورجال دين ومثقفين على اختلاف توجهاتهم وخصوماتها العميقة- تصطف مع طرف جنوبي دون الآخر.؟ أيعقل هذا؟.
-وهل الاشتباكات التي حدثت بشبوة مؤخرا صراع مناطقي؟
— كما أنه لو كان الدليل على أن الصراع جنوبي جنوبي هو أن العنصر الجنوبي موجودا بطرفي الصراع فلماذا لم يكن كذلك عام 94م؟، ولماذا لم يكن الصراع اليوم بالشمال منذ عام 2014م شمالي شمالي مع أن كل الأطراف المتصارعة هي شمالية بالكامل, وبالتالي يكون الحديث أن الصراع باليمن وبصنعاء تحديدا هو صراع بين شرعية وانقلابين أكذوبة. فمن فمك أدينك أيها المتحذلق. !
-فاليوم السلطة الحالية وأحزابها تحاول أن تتذاكى ولكن بشكل مفضوح ومتناقض لقلب الحقائق وتزييفها. فهي في الوقت الذي تسمي الوحدات العسكرية التابعة لها بأنها قوات الشرعية اليمنية، وأن الطرف الآخر هي مليشيات انقلابية ومتمردة على شرعيتها، فأنها ما تلبث أن تصور الصراع بالجنوبي الجنوبي حين تخسر قواتها الصراع. فهي وبكل طرافة ترى أن هي انتصرت فقد انتصرت الشرعية،و أن هي هُــزمت فقد هزم الجنوبيون، مستنفره بذات الوقت كل أصواتها وطاقتها لإذكاء صراعات الجنوب الماضية والمناطقية المقززة.
أنني على يقين أن كانت الاشتباكات الاخيرة – والسابقة- انتهت بخسارة الانتقالي الجنوبي لتم تصوير الأمر بأنه انتصارا مؤزرا للشرعية وهزيمة ماحقة للانقلابين الانفصالين, ولتبخرت معها مكيدة الصراع الجنوبي الجنوبي.