عملية الصولبان تُسلط الضوء على ضعف الأجهزة الأمنية (تقرير هام)
المشهد الجنوبي الأول| متابعات
يسلط هجوم دموي وقع يوم الأربعاء واستهدف معسكرا لقوات من الجيش والأمن في مدينة عدن الضوء على حالة الضعف التي باتت تعاني منها الوحدات الأمنية في المدينة التي تحررت قبل عام من قبضة القوات الموالية للحوثيين وصالح .
عند الساعة الـ 5 و30 دقيقة فجر يوم الأربعاء اصطدمت سيارة مفخخة ببوابة رئيسية لمعسكر تابع لقوات الجيش يقع بحي الصولبان .
دوى الانفجار في المكان وتصاعدت أعمدة الدخان في المكان لكن سرعان ما هاجم مسلحون البوابة الخلفية للمعسكر .
عرف المعسكر لسنوات مضت بأنه معسكر قوات الأمن المركزي احد ابرز القوات الأمنية التي اتسمت بقبضتها الأمنية الشديدة لكنه ومع انتهاء الحرب تحول إلى خليط من معسكرين لقوات من الجيش والأمن .
ورغم تلاصق جدران المعسكرين إلا ان أيا من قيادات هذين المعسكرين لا يملكان معلومات وافية عن القوة المجاورة ونشاطها الأمر الذي منح الأطراف المناوئة فرصة مهاجمة هذه القوة مع التأكد بان قوة أخرى ما قريبة لن تملك قدرة التدخل .
عقب ساعة واحدة من بدء الهجوم المسلح كان قائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء احمد سيف اليافعي وقائد القوات الخاصة بعدن العميد ناصر العنبوري يقفان على بعد200 مترمن المعسكر إلا ان أيا منهما لا يملك أي معلومات عن المعسكر الذي تمت مهاجمته بما في ذلك حجم القوة البشرية والعتاد والقدرة العسكرية لصد هذا الهجوم .
قبل أشهر من اليوم بدأ واضحا ان القطاعات الأمنية والعسكرية باتت مقسمة بين قوات عسكرية تتبع الحكومة الشرعية وأخرى تتبع قيادة قوات التحالف العربي .
دعمت الحكومة الشرعية إنشاء بعض الوحدات الأمنية والعسكرية وذهبت قيادة قوات التحالف العربي إلى دعم جهود إنشاء معسكرات ووحدات أمنية وعسكرية أخرى .
باتت في عدن عدد من المعسكرات الضخمة التي تحوي الآلاف من الجنود الذين يلبسون ملابس متشابهة ويركبون سيارات متشابهة أيضا لكن ايا من هذه المعسكرات لاتعمل بالتنسيق مع المعسكرات الأخرى .
حينما كان المسلحون الذين هاجموا مقر معسكر الصولبان يطلقون النار على من داخله كانت قوات أمنية أخرى تقف على مقربة من مقر المعسكر لكنها لم تتمكن من معرفة معلومات اساسية ابسطها من قائد المعسكر وكم عدد الجنود بداخله وكيف يمكن انقاذهم .
بدأ المشهد مرتبكا لذلك استمرت عملية تحرير المعسكر لساعات في حين كانت يمكن لتوفر معلومات وافية عن المعسكر ان تسرع عملية تطهيره من العناصر المسلحة .
عقب الحرب الاخيرة شكلت في عدن عدد من القطاعات الامنية والعسكرية الجديدة لكن ايا من هذه القطاعات لم تخضع باي شكل من الاشكال لقيادة الجيش والامن بعدن .
ذهب عسكريون شاركوا في الحرب الاخيرة الى تشكيل وحدات عسكرية والوية واطلقوا اسماء تقليدية عليها وظلت هذه القطاعات غير قادرة على العمل ضمن مجموعة عمل امنية وعسكرية واحدة .
خلال الأشهر الماضية بدأ واضحا ان قطاعات أمنية وعسكرية عدة في عدن تعمل بمعزل عن بعضها البعض الأمر الذي مكن جماعات مسلحة من توجيه ضرباتها مستغلة غياب التنسيق بين هذه الاجهزة .
يعكس هذا الهجوم حالة الشتات التي باتت تعاني منها الاجهزة الأمنية والعسكرية في عدن بفترة مابعد الحرب الأمر الذي بالتأكيد انه سيدفع بقوة لتصاعد الأصوات المطالبة بتوحيد الجهود العسكرية بين هذه الوحدات
المصدر: عدن الغد