4 أعوام..خلافات وفساد وفشل للشرعية والتحالف في اليمن
المشهد الجنوبي الأول ــ متابعات
على عتبات العام الخامس على التوالي لعمليات “عاصفة الحزم”، العمليات العسكرية لتحالف دعم الشرعية في اليمن، التي انطلقت في الـ26 من مارس 2015م، تواجه منظومة “الشرعية” بعد مضي 4 سنوات من المبيت في فنادق عواصم التحالف، جملة من الانتقادات الحادة والاتهامات بالعجز والفشل وسوء الإدارة للملفات العسكرية والاقتصادية والسياسية والإنسانية والحقوقية، وتفشي مظاهر الفساد المالي والإداري في مختلف المؤسسات الرسمية والخدمية.
4 سنوات ماضية من العمليات العسكرية الجوية والبرية والبحرية لقوات وإمكانيات “التحالف” العربي بقيادة السعودية والإمارات لإعادة ودعم الشرعية ودحر الانقلاب عليها في اليمن، كأهداف معلنة للتحالف، لا يبدو أن “الشرعية” مكترثة لإطالة أمد بقائها خارج اليمن ولا تمدد الانقلاب داخل اليمن، بقدر انهماكها باستجرار أزمات وخلافات شخوصها وأحزابها وكياناتها، واستثمار الحرب لتحقيق أكبر قدر ممكن من الإثراء والاستحواذ على المناصب والتوسع العمراني في بلدان المهجر، فيما يعد انقلابا واضحا على أهداف العمليات العسكرية لقوات التحالف القائم على فكرة إعادة الشرعية لإنقاذ الشعب وليس توطينها خارج اليمن ومعاقبة الشعب.
تأكيد أممي على استمرار تآكل الشرعية
وفي تقييمه لمستوى أداء وتواجد “الشرعية” في الداخل، أشار التقرير السنوي لفريق لجنة خبراء العقوبات الأممية على اليمن (1 يناير- 31 ديسمبر 2018م) إلى استمرار تآكل سلطة حكومة “الشرعية” خلال فترة إعداد التقرير. وذكر التقرير أنه ورغم أن الرئيس هادي بقي في عدن لأكثر من ستة أسابيع في الفترة من حزيران/يونيه إلى آب/أغسطس وزار محافظة المهرة، فإن فريق الخبراء لم يلاحظ بعد أي إشارة تدل على أنه تمكن من تعزيز سلطة حكومته في المناطق المحررة. وجاء في التقرير “أن هدف استعادة سلطة الحكومة في جميع أنحاء اليمن بعيد عن التحقق رغم التقدم على الأرض ضد الحوثيين”.
لجنة سياسية لإدارة البلاد واستبعاد هادي
ومن داخل صفوف “الشرعية” تتعالى الأصوات المطالبة بما يمكن تسميته هيكلة الشرعية بما يقتضيه ذلك من استبعاد للرئيس عبدربه منصور هادي، وفي هذا السياق يرى الناشط السياسي والأكاديمي عادل الشجاع، أنه يتوجب على تحالف دعم الشرعية “أن يعيد صياغة الشرعية وفق المبادرة الخليجية وتشكيل لجنة سياسية مكونة من كافة الأطراف لإدارة البلاد مؤقتا ولا دور لهادي فيها”، مقترحا كذلك “تشكيل لجنة عسكرية وأمنية لإرساء الأمن والاستقرار في المناطق المحررة والتي يتم تحريرها”.
وفي تقييمه لـ 4 سنوات من العمليات العسكرية لتحالف دعم الشرعية في اليمن، قال الشجاع إن الحرب بدأت في اليمن “بإعلان عاصفة الحزم مرورا بعاصفة الأمل لتستقر عند عاصفة الفساد”، مشيرا خلال هذه المرحلة إلى تشكل ما وصفها “طبقة من الفاسدين داخل تحالف دعم الشرعية”، قال إنها عملت على حرف مسار الحرب من حرب لاستعادة الشرعية إلى حرب تنتج مليشيات تعمل ضد شرعية الدولة ومؤسساتها”.
“الشرعية” كرافعة لتنفيذ مخططات الإخوان
ويرى المحلل السياسي والكاتب في صحيفة البيان الإماراتية، هاني سالم مسهور، أن الشرعية في اليمن خذلت الجميع بضعفها وهشاشتها، “وعقب سيطرة حزب الإصلاح عليها أصبحت مطية لتنفيذ مخططات تنظيم الإخوان”، داعيا في هذا السياق إلى أهمية هيكلتها وإصلاحها لإنقاذ اليمن. ويتطابق رأي الكاتب الإماراتي مع ما يراه الكاتب والصحافي اليمني جلال الشرعبي، والذي يعتقد أن خمس سنوات من الحرب تستحق من التحالف الجلوس على الطاولة لتقييم المرحلة، وتصحيح الخلل سواءً في أدائه، أو في الممثلين للشرعية اليمنية، التي -حسب الشرعبي- باتت بحاجة ماسة لمبادرة تتجاوز الأصنام التي تمثلها الآن.