كنا من قبل ننتظر العيد بفارغ الصبر لكي يأتي ، ففيه سنرتدي الجديد ونخرج في اليوم السعيد لمصافحة الخلان ومعانقة الاحباب وزيارة الاهل والاقارب ، وفيه سنتبادل التهاني والتبريكات لبعضنا البعض وتغمرنا السعادة وترتسم البسمة على شفاهنا ،،، واما اليوم فقد اصبحنا نتمنى ان لا يأتي العيد لأننا لن نستطيع ان نعيش اجواء ومناسبة ذلك اليوم كما كنا نعيشها دائماً وذلك بسبب الانقلاب الذي سلب مننا كل فرحة وافقدنا الاستمتاع بأجمل الأيام وخير المناسبات .
أيها العيد لا تأتي فأطفالنا بغير كساء واغلب اهالي مجتمعنا لا يجدون الغذاء ، فنحن عاجزون على ان نرسم الابتسامة على شفاه اطفالنا الذين انتظروا قدوم مناسبة العيد لكي نشتري لهم الكساء الجديد ولكننا للأسف ما استطعنا .
أيها العيد لا تأتي ،، فنحن عاجزون عن صلة الارحام الذين تعودوا ان نصلهم كل عيد ونزورهم ونهنيهم ، ولعدم وجود الجانب المادي الذي يجعلنا ان ندفع اجرة المواصلات عجزنا عن القيام بزيارة الارحام ولأنهم ينتظرونا كانتظارهم كل عيد لوصولنا نفضل ان لا يأتي العيد حتى لا نجعلهم ينزعجون من قطع عادة تواصلنا العيدية معهم .
أيها العيد لا تأتي ،، فنحن عاجزون ان نخرج في العيد لنهنأ الناس بهذه المناسبة ، كون ابناء المجتمع فقدوا اقرباءهم بسبب الحرب الطاحنة ، فكم قتيل وكم مشرد وكم سجين وكم نازح ، فالأم تبكي على ابنها والاب يحن كمداً وضيقاً على فلذة كبده ، والجار يشارك جاره ، والصحفي والاعلامي يفتقد زميله الذي غيبه الانقلاب الحوثي في غياهب السجون ، فلا ندري نقول في هذه المناسبة عيد مبارك أم نقول عظم الله الاجر واحسن العزاء ؟
أيها العيد لا تأتي ،، فنحن بكل صراحة “حراف” ، يعني والله ما معنا مصاريف عيد ونفتقد ادنى مقومات العيش ، فلو سمحت ياعيد قدر ظروفنا ولا تأتي هذا العام … لو سمحت ياعيد