«الانتقالي» و«مغامرة عدن»: الضرب في «الشرعية» والرسالة للرياض
المشهد الجنوبي الأول ــ متابعات
بدأ سيناريو أحداث مواجهات يناير العام الماضي بين قوات الرئيس عبدربه منصور هادي «والمجلس الانتقالي الجنوبي» يلوح في أفق عدن، بعد تنفيذ الأخير تهديداته بعرقلة تنظيم جلسات التوعية بـ«مخرجات مؤتمر الحوار اليمني».
أولى الخطوات العملية التي دشنها المجلس ضد توجهات حكومة «الشرعية» في إيجاد حاضنة شعبية لمخرجات المؤتمر في المحافظات «المحررة»، ترجمها أنصاره بالنزول إلى الشارع وتمزيق شعارات «مؤتمر الحوار»، مع توقعات متزايدة بردة فعل من قوات هادي قد تسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف أتباع «الانتقالي»، ما من شأنه أن يسهم في انفجار الوضع الأمني المستقر نسبياً في المدينة منذ عدة أشهر.
مصادر «العربي» أكدت أن المجلس المدعوم من الإمارات، بات يعاني من ضغوطات على أثر تراجع شعبيته و«استكانته» للسلوكيات الاستفزازية التي تنتهجها «الشرعية» في المحافظات الجنوبية، جراء عدم تحديده موقف واضح من عقد جلسات مجلس النواب في عدن الشهر المقبل، وفرض «مخرجات مؤتمر الحوار» على أرض الواقع.
وأضافت «وجد المجلس نفسه مضطراً للتحرك، لإثبات حضوره على الساحة ولو من خلال التضحية بشبان قد يكونوا عرضة لرصاص قوات هادي، حينها قد يتدخل ليكرر سيناريو أحداث يناير، التي انتهت بتهديد سعودي بقصف قوات الانتقالي لو تعدت حدود معاشيق ومست رئيس الوزراء السابق احمد بن عبيد بن دغر بسوء».
لكن هناك من يرى أن إقدام العشرات من الشباب في عدن اليوم على إنزال شعارات «مؤتمر الحوار» يحمل في طياته «حراكاً شعبياً»، استلهم زخمه من بيان «الانتقالي» الذي حذر «الشرعية» من خطواتها «المستفزة» عبر الترويج لـ«مؤتمر» في المحافظات الجنوبية، بما «لا يخدم التهدئة التي رعاها التحالف في الفترة الماضية، وانعكست إيجاباً على المدينة، باستقرار أمني ملحوظ».
واعتبر البيان أن من «حق الحكومة الترويج لمخرجات المؤتمر بعد عودتها إلى صنعاء، وليس في عدن التي قدمت قرابة 17 شهيداً في يوم تدشينه (المؤتمر) العام 2013».
بيان «الانتقالي» أمس جاء كرد أيضاً على ما وصفه نشطاء جنوبيون باستخفاف وزير مخرجات «مؤتمر الحوار الوطني» ياسر الرعيني، بقدرتهم على إيقاف تنفيذ «مخرجات المؤتمر» في المحافظات الجنوبية، وتأكيد الأخير «عزمه المضي قدماً في تنظيم جلسات التوعية ببنود وثائقها في عدن، وغيرها من المحافظات المحررة».
متابعون رأوا أنه وحتى اللحظة لا يبدو أن الإمارات مؤيدة لتحركات «الانتقالي»، وإن كان من مصلحتها إحداث «هزة» في عدن، تسهم في تعطيل الاندفاعة السعودية في المحافظات الجنوبية، والتي بدأت مفاعليها بالدبلوماسية النشطة لسفير الرياض في اليمن محمد ال جابر، التي برزت من خلال تعهده بتأمين الوقود اللازم لعدن وحضرموت لاستمرار الطاقة الكهربائية، فضلاً عن معاودته الحديث عن جهود الإعمار في المحافظات التي لم تتضرر معظمها من الحرب، ومحاولته استمالة قيادات إعلامية تعارض سياسات الإمارات في الجنوب.
وهناك من يذهب في رؤيته أبعد من ذلك باعتقاده أن الإمارات قد تدفع بـ«الانتقالي» لصدام محتمل مع «الشرعية»، بعدما بدأت اللجنة الثلاثية لإدارة الأزمة اليمنية في الرياض تكشف عن ملامح مشروع «إخواني» في المحافظات الجنوبية، يرعاه نائب الرئيس علي محسن الأحمر، ويهدف في المقام الأول إلى تقليم أظافر أبو ظبي، عبر لَي أذرعها العسكرية، «الأحزمة الأمنية» و«النخب»، وتفكيكها واحداً تلو الآخر.
تبدو الإمارات من خلال غض الطرف عن أي مغامرة لـ«الانتقالي» في وارد جس نبض السعودية، لتبقى الأوضاع بانتظار جلاء الكثير من الغموض عن سياساتها في الجنوب، والتي تراوح من وجهة نظر البعض ما بين «المراوغة أو التخبط وانعدام الرؤية».
المصدر : العربي