مستقبل الجنوبيين في الساحل الغربي..الإستغناء والإهمال أم وقود آخر لمحارق جديدة؟
المشهد الجنوبي الأول ــ خاص
اتفق طرفي الصراع في اليمن على التهدئة في الحديدة ووقف العمليات العسكرية بإشراف أممي يرجح ان يبدأ من غداً الثلاثاء في ظل مواصلة التحالف العربي تحشيد ابناء الجنوب الى الساحل الغربي .
وحسب تصريحات للمبعوث الأممي فإن الهولندي “باتريك كاميرت” هو من سيقود قوة الأمم المتحدة في الحديدة لفرض السلام وايقاف العمليات العسكرية حسب مخرجات مفاوضات السويد التي انتهت الخميس الماضي.
ولا تزال العمليات العسكرية سارية في الحديدة بين اطراف النزاع ويسقط قتلى وجرحى من الطرفين باستمرار علاوة الى عشرات المدنيين استهدفتهم قذائف وغارات التحالف العربي بعد اتفاق السويد الأمر الذي يطرح مخاوف من اختراق الإتفاق .
ويسارع المبعوث الأممي “مارتن غريفيث” الى تنفيذ مخرجات مفاوضات السويد حيث قدم طلب لمجلس الأمن بضرورة التحرك لتنفيذ مخرجات السويد طارحاً اللواء الهولندي”باتريك كاميرت” مسؤولاً عن تنفيذ الهدنة.
خسارة الجنوبيين في معركة الساحل
خسر الجنوبيين الآلاف من الشباب وسفكت دماءهم في صحاري الساحل الغربي بعد ان دفع بهم التحالف وخصوصاً الإمارات عبر المجلس الإنتقالي الجنوبي لخوض هذه المعارك رغم معرفتهم انها لا تعنيهم بشئ سوى ان المجلس الإنتقالي التزم للتحالف بالعمل ضد الحوثيين مقابل دعم اعضاء المجلس مالياً ولوجستياً ليكون الانتقالي القوة الجنوبية المتواجدة على الأرض الجنوبية لكن ليس لخدمة الجنوب بل لخدمة التحالف.
فاجأ نائب المجلس الإنتقالي الجنوبي”الشيخ هاني بن بريك” ابناء الجنوب بصراحته حين تحدث عبر شاشة قناة أبو ظبي أمس الأول قائلاُ ان استعادة الجنوب ليست قضية المجلس وان مهمته دعم شرعية عبدربه منصور هادي حالياً.
واكدت تصريحات بن بريك ماكان يحذر منه الساسه الجنوبيين من مخاطر الزج بأبناء الجنوب في الساحل الغربي حيث لا قضية للجنوبيين في الساحل وان قضيتهم فقط في اطار حدود الجنوب ولا سواها حيث كان الزعيم حسن باعوم على رأس الساسة المحذرين من هذه الكارثة.
ماذا بعد اتفاق الحديدة والتهدئة؟
بين اتفاق السويد الذي استثنى اي مشاركة جنوبية حتى رجال التحالف في الجنوب سوى الإنتقالي الجنوبي أو المكونات التابعة لحزب الإصلاح ان ابناء الجنوب ليسو سوى وقود لمحارق الساحل الغربي وان الاستغناء عنهم بات وشيكاً .
وكتب الصحفي والسياسي الجنوبي صلاح السقلدي في صحيفة رأي اليوم عن مفاوضات السويد والدور الجنوبي قائلاً: أن القوات الجنوبية قد اضحت على مقربة من قرار الاستغناء عنها من قِبلِ التحالف بعد أن بات من المؤكد أن دخول مدينة الحُـديدة قد أصبح مستحيلا وبفيتو دولي أيضاً.
مضيفاً : الطرف الجنوبي الذي تم تغييبه عن هذه المشاورات ظل يراهن على فشل هذه الجولة، وهذا ما لم يحدث خصوصا بعد أن رمت الأمم المتحدة بكل ثقلها لإنجاحها، مما يعني هذا أن الطرف الجنوبي الذي ظل طيلت هذه الحرب حطب حربها ووقودها المحترق، قد أصبح على الهامش التسويات والتفاهمات ليس برغبة من خصومه الحوثيين بل من حلفائه الخليجيين، وهذه مفارقة غريبة أن تحصل في مثل هكذا صراعات.
وحسب مراقبون للشأن الجنوبي ان التحالف قد يستخدم القوة البشرية الهائلة في معارك اخرى حيث صعد في جبهات الحدود وجبهات نهم ومأرب ومن المحتمل ان يتم نقل الجنوبيين الى هذه الجباب ويواصل استخدامهم كمرتزقة محليين يقاتلون بلا قضية سوى ان المبلغ المالي الضئيل الذي يقدمه التحالف لهم هو قضيتهم الأولى.