مؤتمر صحفي بالقاهرة يتهم السعودية والإمارات بتأجيج الصراع في اليمن
المشهد الجنوبي الأول ــ العربي الجديد
اتهم يمنيون يعيشون في العاصمة المصرية، السعودية بأنها وراء تأجيج الصراع داخل بلادهم خلال السنوات الماضية، وأن قوات “التحالف العربي” الذي تقوده، حوّلت محافظات اليمن إلى قطع من الخراب والدمار، وأدت لزيادة عدد القتلى والمصابين، فضلاً عن انتشار المجاعة والأمراض بشتى أنواعها، بما فيها الكوليرا
.
وأكد عدد من اليمنيين المقيمين في مصر، خلال ندوة ومعرض “مائة حالة إنسانية من اليمن”، والذي عُقد بأحد فنادق القاهرة، اليوم الاثنين، بمناسبة الذكرى الـ70 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، خطورة الأوضاع الإنسانية في اليمن، وتحوُّل البلاد إلى زنازين تابعة لأنصار الحكومة أو جماعة الحوثي
.
واتهم الإعلامي اليمني محمد الخامري، السعودية بأنها وراء تأجيج الأحداث في اليمن، وهو الأمر الذي أدى إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية والسياسية والأمنية، وحول “اليمن السعيد” إلى خراب، مشدداً على أن ما يحدث هو “خلاف بين السعودية وإيران، فالأولى ترى أن عدم تواجدها على الساحة سيحول اليمن إلى ولاية إيرانية، والثانية ترفض اعتبار اليمن (حديقة السعودية الخلفية)“.
ووصف الناشط الحقوقي اليمني محمد عبد الوهاب، ما يحدث في بلاده بـ”جرائم الإبادة”، وأنه أثّر على حياة المدنيين وظروفهم المعيشية، مشيراً إلى أن الموظفين لا يحصلون على رواتبهم منذ شهور، وهو ما يمثل أكبر انتهاك لحقوق الإنسان، فضلا عن انهيار الاقتصاد وانتشار الأوبئة، موضحاً أن استمرار الحرب بين القوات اليمنية من جهة، والحوثي من جهة أخرى، وكلهم يمنيون، وقيام قوات التحالف العربي بتأجيج الأوضاع، تسبب في تدهور الأوضاع الاقتصادية وتبديد احتياطي النقد الأجنبي للبلاد.
وقالت الأكاديمية اليمنية خديجة المواري، إن “السعودية وحلفاءها من دول الخليج وراء ضياع ثروات اليمن، وتشريد الآلاف من أبناء الشعب خارج البلاد، بداية من إطلاق (عاصفة الحزم) في مارس/آذار 2015، بغارات جوية استهدفت معسكرات قوات الحرس الجمهوري الخاضع لسيطرة قوات الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح وحلفائه من الحوثيين في صنعاء وبقية المحافظات، وأعلنت الرياض، وقتها، أن العملية تأتي تلبية لنداء الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ولحماية البلاد من الحوثيين.
وأوضحت المواري إن “السعودية حينها أكدت أن العملية تجري بمشاركة 10 دول، من بينها دول مجلس التعاون الخليجي، في حين رحّبت مصر والأردن والمغرب وباكستان والسودان بالمشاركة في العملية، لكن لاحقا لم يتبق في التحالف فعليا سوى السعودية والإمارات، وفي 21 إبريل/نيسان من العام نفسه، أعلنت قيادة التحالف انتهاء (عاصفة الحزم) وانطلاق عملية (إعادة الأمل).
وتابعت: “بعد كل ذلك لم نرَ استعادة الشرعية، بل نلاحظ يومياً استمرار الدمار والقتل والتخريب. ما يحدث غطاء استخدمته السعودية والإمارات لتنفيذ أجندتهما الخاصة في اليمن”، على حد قولها.
وشدد الحقوقي اليمني عبدالعال حسن، على أن “ما يحدث في اليمن هدفه إضعاف البلاد من أجل إغراقها في الفوضى وعدم الاستقرار”، لافتاً إلى أن “هناك مخططا لتقسيم البلاد من أجل إضعاف دورها في المنطقة، والحرب السعودية فككت اليمن إلى أجزاء يصعب إعادة جمعها من جديد”. وقالت المواطنة اليمنية ليلى العمري، إن “سلوك السعودية والإمارات يمثل العائق الرئيسي لعودة الشرعية إلى اليمن، ومنع تفعيل دور مؤسسات الدولة”، مشيرة إلى أن “اليمن بات مهدداً بالتشرذم، فضلا عن ارتفاع نسب المجاعة، وتفشّي الأمراض المختلفة، ومعاملة الشعب اليمني في بعض العواصم العربية، بما فيها القاهرة، معاملة الأجنبي يدل على المأساة التي يعاني منها في الداخل والخارج، في ظل صمت عربي، وعدم تدخل من الجامعة العربية“.
وقالت إن ما يحدث يعد “استيلاء على مقدرات ومقومات البلاد، فهناك 2 مليون طفل محرومون من التعليم، و8 ملايين شخص عاطلون من العمل، وعدد الأطفال الذين قُتلوا منذ بداية العمليات العسكرية على اليمن حتى الآن وصل إلى نحو 1400 طفل“.