العمالقة وجريمة هدم مسجد “الفاز” في مدينة ‘‘أبو موسى الأشعري” ..صور
المشهد الجنوبي الأول ــ متابعات
لم تنل جريمة هدم “مسجد الفازة” في مدينة زبيد قدرها من الإهتمام والتغطية الإعلامية وفضح جريمة التعدي على بيت من بيوت الله قام بإرتكاب هذه الجريمة عناصر موتورة من عناصر قوات العمالقة التي قدمت حسب دعاواها لرفع الظلم عن أبناء تهامة الأخيار وأصدق من سار على تراب اليمن قديما وحديثا .
التجاهل لهذا الجرم شمل الجهات الرسمية اليمنية محددة بوزارة الأوقاف وجهات الحفاظ على الآثار والإعلام الرسمي والحزبي والخاص كلهم تجاهلوا هذه الجريمة والكل يحمل وزرها .
تدوينة تستعرض تأريخ هذا المسجد ومن مر وصلى فيه من أهل العلم والصلاح :
مدينة الفـَازَة التاريخية الفَازَة ( بفتح الفاء والزاي )
على ساحل البحر الاحمر غربي زبيد ولؤلؤة سواحل اليمن والجزيرة ومن على سواحل الفازة البيضاء وفي السنة الثانية للهجرة انطلق مركب رهط ابي موسى الاشعري وأخويه أبو برده وأبو رهم ونفر من قبيلته وافدين على نبي العالمين معلنين الاسلام بين يديه استجابتا لدعوة الله رب العالمين قال تعالى (ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه)
ومن على سواحل الفازة شدت اشرعة مراكب الاشعريين مرة اخرى في عدد قوامه اكثرمن مئتي مهاجر ليلتحقوا بالمهاجرين من المسلمين الى ارض الحبشة نصرة لله ولرسوله في مشهد ايماني عميق
انها الدعوة الى الله تحتاج جهدا ومجاهدة وصبرا ومثابرة لا أذى ولا أذية ولا ارتكاب جرما محرما في سبيل ذلك ،
دعا سيدي رسول الله بالحكمة والموعظة الحسنة وازال المعلقات في جوف الكعبة ودحر منها هبل واللات ولم يهدم الكعبة أو يأمر بهدمها او ينقص منها شئ ،
انشئ المنافقين مسجدا للضرار وأنزلت فيه آية من رب العالمين مازال وحيا يتلى الى الانام ولم تذكر أن الله أمر بهدمه وإزالته ،،
إحدى عشر قرنا تعاقبت على مسجد الفاز دول ودويلات وهي :
الدولة الصليحية
والدولة النجاحية
والدولة المهدية
والدولة الايوبية
والدولة الرسولية
والدولة الطاهرية
ودولة المماليك
ثم الاتراك
ثم الاشراف
ثم دولة الائمة الزيديين
ثم الجمهورية
ثم دولة الوحدة
تسيد تلك الدول ملوك وسلاطين وأمراء ورؤساء سادوا ارضا وملكوها ودانت لهم عربها وعجمها وبلغت شهرة حكمهم الافاق
وجامع الفاز احد معالم الفازة التاريخية وينسب الى عالم عصره وزمانه العالم الأجل العلامة “أحمد الفاز” والذي أنار ضوئه علما في الافاق سادات علماء اجلاء كانوا هنا وكان قبلة لصلواتهم ومنبرا لدعوتهم ومنارا لعلومهم ،هنا دعوا الناس الى عبادة رب الناس ، هنا جاهدوا وصابروا ورابطوا ، هنا حطت رحالهم اعتكافا لله عز وجل ، هنا كانت اثر أقدام خير أهل الارض في زمانهم من ملؤا الاكوان بعلومهم ومصنفاتهم الدينية والعلمية التي مازالت البشرية في اصقاع الارض تنهل منها علما وعلوما نافعة ،
هنا وفي هذا المسجد المبارك صلى به وقام اماما شيخ القراءات السبع العالم الحجة العلامة عبد الرحمن ابن الديبع ، مؤلف التفاسير
هنا مازالت شاهدة آثار اقدام شيخ الإسلام إسماعيل بن أبي بكر المقري الذي كان مفخرة عصره بعلمه ،
هنا هنئ العيش وطاب المقام تعبدا وزهدا واعتكافا لكوكبة من علماء زبيد من ذاع شهرتهم في الافاق ولازالت منهم : المؤرخ العلامة عمارة الحكمي شيخ المؤرخين ،والعلامة علي بن حسن الخزرجي علم الهندسة والزخارف ،والعلامة الجبرتي ،والعلامة احمد الرداد ،والعلامة اللغوي الفيروز ابادي صاحب كتاب القاموس المحيط في اللغة والثقافة وأحد فقهاء اللغة العربية ، والعلامة الحجة المرتضى الزبيدي صاحب كتاب تاج العروس في اللغة ،والعلامة الحداد ، هنا قام العلامة المفسر والمحدث شهاب الدين احمد بن عمر الانصاري الشاذلي مدرسا في مدرسة رواق جامع الفاز العلمية
هنا كانت دروس شيخ الحديث واحد رواته العلامة الزبيدي المحدث المشهور مؤلف مختصر تجريد صحيح البخاري ،
وهنا مر العلامة احمد بن موسى الجلاد مدرسا للجبر والهندسة وأول من الف مصنفا في الجبر من المسلمين حتى غدة زبيد عند الاوربيين انها بلاد الجبر
هنا كانت حلقات المذاهب الفكرية الاربعة للعلماء الاخيار منهم العلامة عمر بن عاصم ، والعلامة محمد بن دحمان ، والعلامة ابن حنكاش ، والعلامة أبو الحسنين عبد الله بن مبارك الزبيدي
هنا كانت ساحة القضاء والتقاضي لسادتنا العلماء من ال ابي عقامة منهم العلامة محمد بن عبد الله بن أبي عقامه الحفائلي ، والعلامة محمد عبد الله الابار ، والعلامة نصر الله الحضرمي ، والعلامة الحسن بن عقيل الحازمى قاضى زبيد فى عام 1222
هنا جاؤا معلمين وهنا التقى الزهد بالموعظة جميعهم كانوا هنا شيوخا مفقهين مبصرين اعلاما نيرين منهم الفقيه العلامة عفيف الدين عبدالله بن موسى الذوؤالي ، والامام الزاهد الصالح العلامة جمال الدين الطيب بن احمد الناشري ، والعلامة الفقيه الحنفي الفرضي وجيه الدين عبدالرحمن بن ابي بكر الفرسي المشهور ببني السويهر ، والقاضي العلامة كمال الدين موسى بن احمد المشرع الحجة في الفقه، والعلامة شهاب الدين احمد بن محمد الافلح ، والعلامة تقي الدين احمد بن محمد بن معيبد الاشعري ، والعلامة عفيف الدين ابو القاسم بن ابي بكر العسلقي ،
هنا قدموا اليه زائرين صلوا في محرابه و وعضوا من على منبره انهم سادتنا العلماء المعاصرين علمائنا الاجلاء رؤساء الاربطة العلمية بزبيد وعلماء عصرهم الحالي منهم العلامة يحيى بن عمرالاهدل ، والشيخ العلامة حسن البحر الاهدل ، والشيخ العلامة محمد سعيد سحاري ، وجاؤا اليه طلاب العلم مرتادين رواقه وباحاته ينهلون فيه من علوم علمائهم الاجلاء ،
وجاؤا اليه اليوم ليهدموه وليجعلوه اثرا بعد عين
لله الامر من قبل ومن وبعد ولالسواه
اللهم فاشهد ، اللهم فاشهد ، اللهم فاشهد .
*- من حائط الاستاذ : آدم محجب