ثورة أكتوبر.. بين السياسية الإستيطانية البريطانية ومؤشرات الإحتلال الاماراتي في الجنوب

المشهد الجنوبي الأول ــ خاص

لم يخضع أبدا ولم يستسلم أبناء الجنوب للإستعمار البريطاني منذ أن وطئت أقدام الغزاة أرضهم، ووثق المؤرخون العديد من الإنتفاضات والمقاومة السلمية والمسلحة التي أنهكت الإنجليز، فلجأوا إلى إنشاء قوات محلية تتحمل أعباء الأمن ومواجهة التمردات القبلية، وتشكلت في عشرينات القرن الماضي قوى عسكرية عدة منفصلة عن بعضها مثل «جيش عدن أو جيش الليوي والكثيرية»، وذلك ليتمكن المستعمر البريطاني من توظيف كل قوة ضد الأخرى «فرّق تسد». وفي الوقت نفسه، اختارت المجندين على أسس مناطقية «فصيل يافع، فصيل الميسري، فصيل العوالق والعواذل، فصيل يافع وعزان»، بحيث يمكن لجيوش كل قبيلة إخضاع الأخرى من دون أن تثنيها عن ذلك عوامل القرابة والولاءات القبلية.

تلك التشكيلات الاستعمارية التي انشأتها دولة الإحتلال البريطانية في الجنوب تكرارها الإمارات وتحت مسميات أخرى ولنفس الهدف..فرق تسد..التي انشأتها الإمارات ولاتزال، تشكيلات أمنية وعسكرية تحمل ولاءات مناطقية وجهوية، مهيأة للتناحر والصراع فيما بينها «النخبة الشبوانية، النخبة الحضرمية، الأحزمة الأمنية، في عدن ومدن الجنوب»، كما اختارت أبوظبي مجنديها في الأغلب من مناطق يافع والضالع وأبين وردفان، وهي المناطق التي هيمنت على الجيش وتوجهها الإمارات لتنفيذ نواياها المبينة تجاه الجنوب ،

أما في جانب السجون والمعتقلات وانتهاكات حقوق الإنسان، فقد ارتكبت الإمارات جرائم تفوق ما ارتكبه المستعمر البريطاني، حيث وثق فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة جانباً من تلك الجرائم. وجاء في التقرير الذي صدر في أغسطس الماضي ما نصه: «زار فريق الخبراء سجن المنصورة في عدن المعروف بسجن بئر أحمد، والذي تشرف عليه قوات التحالف، وتبين للفريق أن المعتقلين فيه يتعرضون للضرب والإغتصاب والصعق بالكهرباء والتعذيب بالإغراق، كل ذلك فيما هم معصوبي الأعين أو مكبلي الأيدي».

برع يا تحالف

ومنذ منتصف العام الماضي، حيث منعت القوات الإماراتية طائرة الرئيس هادي من الهبوط في مطار عدن، تفاقمت الأزمة بين الإمارات وحلفاءها من جهة، وهادي وحكومته والقوات التابعة له من الجهة الثانية، لتدفع الأولى بقوات «الحزام الأمني» إلى اقتحام معسكرات الحماية الرئاسية، ومحاصرة رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر في مقر الرئاسة بمعاشيق، لترد الثانية بمناهضة التواجد العسكري لأبوظبي في سقطرى.

توالت فصول الأزمة بين الطرفين ورافقها اغتيال العشرات من الكوادر المعارضة للهيمنه الإماراتية ، تمدد الإنفلات الأمني ليعم عدن ومحافظات الجنوب، وتنامى سخط الشارع في المناطق «المحررة» من عجز الرئيس هادي وحكومته، والعبث والتدمير الممنهج الذي تمارسه الإمارات والسعودية، كما خاب رهان الشارع الجنوبي على «المجلس الإنتقالي» الذي بينت الأحداث التي تلت تشكيله، بأنه مجرد أداة بيد أبوظبي، توظفه لخدمة مشاريعها وتنفيذ أجندتها في اليمن.

ومع الإنهيار الكبير للعملة المحلية والإرتفاع الجنوني في أسعار السلع الغذائية والخدمات، شهدت عدن ومحافظات الجنوب خلال الأسابيع الماضية، تظاهرات ومسيرات غاضبة، مزّق فيها المتظاهرون صور ولي عهد ابوظبي والعاهل السعودي وهتفوا «برع… برع يا استعمار، برع برع ياتحاللف و يا جنوبي صح النوم… لا تحالف بعد اليوم»، هذه التظاهرات والمسيرات كشفت عن حضور لافت لـ«الحراك الثوري الجنوبي، الذي يتزعمه حسن باعوم، وأعادت رهان الشارع عليه كحامل للقضية الجنوبية بعد خيبة رهانها على «المجلس الإنتقالي» الذي ألغى احتفاله بالذكرى الـ55 لثورة 14 أكتوبر، وتصدر الإحتفاء بالمناسبة حراك باعوم، في ساحة العروض بعدن .

تقليد الإنجليز
الناشط في «الحراك الجنوبي»، عادل اليافعي قال لـ«للمشهد الجنوبي الاول»، إن «ما تقوم به الإمارات يعد احتلال أكثر بشاعة ويحمل بصمات بريطانية وتقليد لتجربة البريطانيين خلال احتلالهم للجنوب»، مضيفاً أن «النخب الشبوانية والحضرمية وتشكيلات الأحزمة الأمنية التي أنشأتها الإمارات وتمولها وتدربها، لا تختلف عن تشكيلات الاستعمار البريطاني،،و أكد ناشطون جنوبيون «لقد اتضح لنا أن الإماراتيين لا يهمهم الجنوب ولا القضية الجنوبية، إنما يريدون بلاطجة وأجراء يصنعون منهم عصابات، يستخدمونها لتنفيذ مشاريعهم التخريبية ضد الجنوب واليمن بأكمله».

#ثورة_14أكتوبر

#أبومشعل_قائد_بحجم_المسؤلية

#لاتحالف_بعد_اليوم

#لاشرعية_بعد_اليوم

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com