حذار حذار من جوعي ومن غضبي
بقلم / أنور الصوفي
المتابع لما يدور في بلادنا اليوم من توقف للعملية التعليمية، سيعلم أن المحافظات المحررة من الحوثي وأدواته، ترزح اليوم تحت احتلال الجهل والأمية، فالمحافظات المحررة تشهد اليوم أكبر إضراب لأكبر شريحة في البلاد ألا وهم المعلمون، وهذا الإضراب بحد ذاته يمثل صفعة في وجه الحكومة التي نبهناها مراراً وتكراراً، وقلنا لهم حقوق المعلمين، أنصفوا المعلمين، ولكن الحكومة أذن من طين وأذن من عجين.
كتبت مراراً عن حقوق المعلمين وكررت مرات ومرات، وكلمت رئيس الوزراء عن حقوق المعلمين ومن الوجه إلى الصورة، ولكنه لم يلتفت لشيء من هذه الحقوق.
اليوم المعلمون لم يتحملوا هذه المعاناة فتقدموا خطوة لنيل حقوقهم، ورغم تأخرها إلا أنها جاءت، وبالمقابل من ذلك خرج علينا وزير التربية يهدد ويتوعد، وكان المفروض عليه أن يتقدم باعتذاره للمعلمين لعدم مقدرته على شيء من هذه الحقوق، وكان لزاماً عليه أن يقدم استقالته، اليوم المعلمون مضربون وهذه الخطوة بمثابة وقفة الأسد بعد فترة نوم أيقظه الجوع منها.
مازالت المعالجات بيد الحكومة وإن لم تجلس الحكومة لمعالجة حقوق المعلمين، فستنقضي الفترة المسموح بها للحكومة للمعالجة، وستدخل الأمور في تصعيد، وسيركب الموجة المتربصون، وساعتها ستقول الحكومة ياليت الذي جرى ما كان، إلا إذا كان لها يد في هذا التصعيد، ولهذا فبعد عجز الحكومة عن حلحلة حقوق المعلمين نرى أنه من الواجب على الأخ الرئيس التدخل لحل الاشكاليات، ووضع حد لمعاناة المعلم، فالمعلمون يا فخامة الرئيس هم حجر الزاوية لبناء الوطن، فانتصر لهم، وقل لحكومة الدكتور مع السلامة المعلم أغلى منكم وأثمن، وإلا لن يرضى الشعب كل الشعب على تجهيل أبنائهم، ونستلهم من معاناة المعلمين كلمات الشاعر الشعبي المشطر حين قال: وإلا رعوا الشعب با يحنق با يحرق امزرب وامشونة، وكذلك قول درويش: حذار حذار من جوعي ومن غضبي، فالمعلمون اليوم جوعى، والمعلمون اليوم أخذ زئيرهم يهز الأرجاء، فاحذروهم، اللهم إني بلغت اللهم فاشهد.