الحكومة تتحدى المُتظاهرين.. “طبعة جديدة” وانهيار اقتصادي أكبر

المشهد الجنوبي الأول – خاص

شهدت المدن والمحافظات الجنوبية خلال الأيام والأسابيع الماضية موجة احتجاجات وتظاهرات غاضبة، جرّاء الانهيار الاقتصادي وارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل جنوني، مع ارتفاع سعر الدولار الواحد إلى أكثر من ستمائة ريال.

هذه الاحتجاجات التي ترافقت مع عصيان مدني، انتظر المحتجون أن يتم التعاطي مع مطالبهم من قبل الرئيس هادي وتنفيذها كحد أدنى بعد طول فترة الاحتجاجات دونما تجاوب، إلا أن تلك الاحتجاجات لم تلقى التجاهل فحسب، بل اتخذت حكومة الرئيس هادي التي طالبوا برحيلها، خطوة كارثية تضاعف الأزمة الاقتصادية، كتحدٍ للمتظاهرين.

تلك الخطوة تمثّلت باعتزام حكومة أحمد عبيد بن دغر، طباعة دفعة جديدة من العملة المحلية تعادل ما تم طباعته مسبقاً خلال الثلاث سنوات الماضية والتي تسببت بارتفاع سعر الدولار إلى أكثر من 600 ريال.

وأفاد مصدر مُطلع في تصريح للمشهد الجنوبي الأول، بأن الحكومة بصدد طباعة قرابة ترليون ريال إلى جانب الطبعات السابقة التي تقدر بترليون ريال أيضاً.

ووصف المصدر هذه الخطوة بالتدميرية والكارثية، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تتعارض مع القرارات التي أصدرتها الحكومة بانها ستعمل على حماية سعر الصرف للريال من خلال اتخاذها لكل الاجراءات التي من شأنها أن تحافظ على قيمة العملة الوطنية.

جدير بالذكر أن المبالغ التي قامت الحكومة بطباعتها سابقا ما يقارب ترليون (1000 مليار) ريال، تسببت في ارتفاع سعر الدولار حيث ارتفع من 290 ريال مقابل الدولار في مايو 2017 الى 600 ريال / دولار في سبتمبر 2018، ما يعني أن هذا الرقم سيتضاعف مع إنزال الطبعة الجديدة.

وأمام هذا كله، حاول الرئيس هادي امتصاص غضب المحتجين، بأن أقر رفع رواتب الموظفين بنسبة 30 بالمائة، إلا أن هذه النسبة لا يُمكن أن تكون حلّا في ظل انهيار اقتصادي كبير ومستمر وارتفاع أسعار المواد الغذائية بنسبة تتراوح بين 70 إلى 100 بالمائة.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com