بوتين يدعو إلى الكف عن المراوغة ورصّ الصفوف في وجه الإرهاب
Share
المشهد الجنوبي الأول/وكالات
دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العالم إلى رصّ الصفوف والحشد في مواجهة الإرهاب الدولي، معتبرا أن تفشي هذه الظاهرة يعيد إلى الأذهان صعود النازية الذي سبق الحرب العالمية الثانية.
وفي مستهل كلمة ألقاها أمام أعضاء مجلس النواب “الدوما” الروسي الأربعاء 22 يونيو/حزيران، دعا بوتين النواب إلى الوقوف دقيقة صمت على أرواح ضحايا الحرب الوطنية العظمى، التي اشتعلت نارها في مثل هذا اليوم قبل 75 عاما.
واستذكر الرئيس الروسي في الكلمة ويلات الحرب العالمية الثانية، متسائلا “عن ماهية العبر الأخرى اللازمة لنبذ الخلافات الأيديولوجية البائدة، والكف عن ممارسة الخدع الجيوسياسية، قبل الحشد لحرب موحدة ضد الإرهاب الدولي؟”، مشيرا إلى “تعاظم تفشي هذا الخطر المشترك، على مرأى من الجميع”.
ودعا الرئيس الروسي في هذه المناسبة إلى صياغة منظومة عصرية للأمن المتكامل، تكفل أمنا متكافئا لجميع الدول ولا تستند إلى التحالفات العسكرية.
كما جدد التأكيد على استعداد روسيا لبحث القضايا ذات الشأن والأهمية على صعيد مكافحة الإرهاب، وأضاف: “لم نتلقّ رغم ذلك حتى الآن، أي رد إيجابي على مبادرتنا، في إعادة للتطورات التي سبقت الحرب العالمية الثانية”.
ولم يهمل الرئيس الروسي في كلمته التصعيد الذي يمارسه حلف الناتو المستمر في “تأجيج خطابه العدواني، وهو يحث الخطى العدائية” على تخوم روسيا.
ومضى يقول: “علينا في مثل هذه الظروف، أن نولي اهتماما منقطع النظير للقضايا المندرجة في إطار تعزيز قدرات بلادنا الدفاعية”.
وعلى صعيد الانتخابات البرلمانية المنتظرة في روسيا، دعا بوتين إلى منافسة نزيهة في هذا المضمار، وأشاد بما حققه البرلمان الروسي في دوره التشريعي المنتهي، كما ناشد الأحزاب السياسية التحلي بالنزاهة وتبني المواقف البناءة خلال التحضير للانتخابات المزمعة في الـ18 من سبتمبر/أيلول المقبل.
واستطرد قائلا: “لا يسعني سوى الإشادة بما حققتموه وأحرزتموه من نتائج مشرفة في دوركم التشريعي السادس، لاسيما وأن القوانين والتشريعات التي تبناها “الدوما” تأتي تعبيرا عن الوفاء بالالتزامات الاجتماعية أمام المواطنين، وبتطوير القطاعات الاقتصادية ذات الأهمية، فضلا عن الارتقاء بمستوى النظام السياسي للدولة”.
وبين النجاحات التي حققها “الدوما” في دوره التشريعي المنتهي، أفرد الرئيس بوتين خلق الأرضية التشريعية اللازمة لاندماج التشريعات في جمهورية القرم مع تلك المرعية في باقي أرجاء روسيا، مشيدا بما قدمه النواب الروس من دعم صريح لسكان القرم على هذا الصعيد، وحماية حقوقهم، كما شدد في هذه المناسبة على ضرورة ضمان توارث التقاليد البرلمانية والأخلاقية في عمل “الدوما”.
وذكّر بوتين الحضور كذلك، بانخراط البرلمان الروسي في حل مجمل القضايا الهامة، بما فيها مسائل الأمن والشؤون الدولية، لافتا النظر رغم ذلك إلى أن الأهمية الأولى في عمل البرلمان الروسي، تكمن في معالجة القضايا التنموية والاقتصادية والاجتماعية للمواطن الروسي، وأكد أن مستقبل البلاد مرهون بكيفية مواجهة هذه القضايا وسبل حلها.
تجدر الإشارة إلى أن مجلس “الدوما” الروسي الأول في تاريخ روسيا الحديث، كان قد تشكل سنة 1905 للميلاد و بقي بين أهم هيئات السلطة التشريعية في روسيا حتى ثورة أكتوبر/تشرين الأول الاشتراكية سنة 1917.
وفي أعقاب زوال الاتحاد السوفيتي، أصدر الرئيس الروسي بوريس يلتسين سنة 1993 مرسوما أعاد فيه تأسيس مجلس “الدوما” الجديد، والأول في تاريخ روسيا المعاصرة ليحل محل مجلس “السوفيت الأعلى” الذي فضه الرئيس يلتسين وفريقه تحت طائلة استخدام القوة العسكرية.
كما يشمل البرلمان الروسي إلى جانب “الدوما”، مجلس “الاتحاد الروسي”، وهو مجلس البرلمان الأعلى الذي يضم مفوضي هيئات السلطات التشريعية والتنفيذية في الجمهوريات والأقاليم والمقاطعات في روسيا الاتحادية.