إسرائيل تسجن شاعرة فلسطينية بتهمة التحريض على العنف
المشهد الجنوبي الأول ــ متابعات
سجنت الشاعرة الفلسطينية دارين طاطور بتهمة التحريض على العنف ودعم منظمة إرهابية محظورة بسبب تعليقات نشرتها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقد أصدرت محكمة إسرائيلية حكما بسجن دارين لمدة خمسة أشهر.
وأُلقي القبض على دارين عام 2015 لنشرها ثلاثة تعليقات، بما في ذلك مقطع فيديو تلقي خلالها إحدى قصائدها بعنوان “قاوم يا شعبي، قاومهم” على خلفية بها لقطات لعدد من المتظاهرين الفلسطينيين وخلال رميهم الحجارة.
وقالت دارين إن قصيدتها أسيء فهمها وأنها لا تدعو إلى العنف.
وقالت يولاند نيل مراسلة بي بي سي في القدس، إن قضية الشاعرة أصبحت قضية شهيرة في أوساط المدافعين عن حرية التعبير، وقد لفتت الانتباه إلى تصاعد عمليات الاعتقالات الإسرائيلية، للعرب الحاملين للجنسية الإسرائيلية والفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، بتهم التحريض أو التخطيط لهجمات على الانترنت.
وألقت إسرائيل باللائمة على التحريض عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في عمليات الطعن وإطلاق النار والدهس بالسيارات من قبل الفلسطينيين أو العرب الحاملين للجنسية الإسرائيلية، والتي خلفت نحو 55 قتيل إسرائيلي منذ أكتوبر 2015.
ممثلو الادعاء الإسرائيلي يقولون إن قصيدة دارين تحرض على العنف
وتقول إسرائيل إن مئات المعتدين قُتلوا واعتقل آخرون أثناء قيامهم بهجمات.
وقالت دارين بعد صدور الحكم بسجنها لصحيفة هاآرتس الإسرائيلية “كنت أتوقع السجن وهذا ما حدث ، لم أكن أتوقع العدالة ، منذ البداية الاعتقال كان سياسيا، لأن القضية تتعلق بحرية التعبير، وسجنت لأني فلسطينية”
وألقي القبض على دارين، 36 عاما، في أكتوبر/تشرين الأول 2015 وقضت عدة أشهر خلف القضبان قبل أن توضع رهن الإقامة الجبرية في منزلها في يناير/كانون الثاني 2016.
ووضعت في البداية في شقة في مدينة تل أبيب، وقيدت حركتها لأن السلطات الإسرائيلية اعتبرتها “تهديداً للسلامة العامة”.
ثم سُمح لها بعد ذلك بالعودة إلى منزل عائلتها في بلدة الرينة بالقرب من الناصرة، لكن الإقامة الجبرية استمرت بأشكال مختلفة حتى نهاية محاكمتها، ولم يُسمح لها باستخدام الهواتف المحمولة أو الوصول إلى الإنترنت.
واتهمت دارين بالتحريض على الإرهاب بسبب ثلاثة منشورات لها في بداية موجة من استهداف الإسرائيليين بعمليات طعن وقتل ودهس بالسيارات من قبل فلسطينيين أو عرب يحملون الجنسية الإسرائيلية.
وكان المنشور الأول عبارة عن مقطع فيديو تلقى خلاله إحدى قصائدها بينما تظهر لقطات لمتظاهرين فلسطينيين يرمون الحجارة على قوات الأمن الإسرائيلية.
نشرت القصيدة قبل موجة من الاستهداف لقوى الأمن الإسرائيلي بالطعن بالسكاكين والدهس بالسيارات.
وتتضمن القصيدة كلمات مثل: “قاوم يا شعبي، قاومهم. قاوم سطو المستوطن، واتبع قافلة الشهداء”.
وقالت لائحة الاتهام إن “محتوى القصيدة وظروف نشرها قد خلقت إمكانية حقيقية لارتكاب أعمال عنف أو إرهاب”.
لكن دارين أصرت على أن القصيدة قد ترجمت وفسرت بشكل خاطئ.
وقالت لوكالة رويترز للأنباء العام الماضي: “لم يفهموا قصيدتي. ليس هناك أي دعوة للعنف. هناك صراع، لكنهم يصفونه بالعنيف”.
وأدينت دارين أيضا فيما يتعلق بمنشور آخر قال ممثلو الادعاء إنه يؤيد جماعة الجهاد الإسلامي الفلسطينية التي تصنف كمنظمة إرهابية من قبل إسرائيل والولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وتدعو إلى انتفاضة فلسطينية جديدة ضد الاحتلال الإسرائيلي.
أما المنشور الثالث فكان صورة لامرأة عربية تحمل الجنسية الإسرائيلية أصيبت برصاص الشرطة الإسرائيلية بعد أن لوحت بسكين، وكتب تحت الصورة: “أنا الشهيدة المقبلة”.
وبعد إدانتها، نقلت صحيفة هاآرتس عن دارين قولها: “محاكمتي أزالت الأقنعة. العالم كله سوف يسمع قصتي. سوف يسمع العالم كله ما هي ديمقراطية إسرائيل، ديمقراطية لليهود فقط، في حين يذهب العرب فقط إلى السجون”.
وأضافت: “قالت المحكمة إنني مدانة بالإرهاب. إذا كان هذا هو إرهابي، فإنني أعطي العالم إرهاب الحب”.